فيما أفاء الله -عز وجل- على رسوله من أموال بني النضير، فقال القوم: اقضِ بينهما يا أمير المؤمنين وأرح كل واحد منهما من صاحبه، فقد طالت خصومتهما، فقال: أنشدكم بالله الذي تقوم السماء والأرض بأمره (١)، أتعلمون أن رسول الله - صَلَّى الله عليه وسلم - قال: "لا نورث ما تركنا صدقه". قالوا: قد قال ذلك. قال لهما: أتعلمان أنَّ رسول الله - ﷺ - قال ذلك؟ قالا: نعم قال: فأنا أخبركم بهذا الفيء، إنَّ الله تعالى خصَّ نبيَّه بشيء (٢) لم يعطه غيره فقال: ﴿وَمَا أَفَاءَ اللَّهُ عَلَى رَسُولِهِ مِنْهُمْ فَمَا أَوْجَفْتُمْ عَلَيْهِ مِنْ خَيْلٍ وَلَا رِكَابٍ﴾ فكانت هذِه لرسول الله - صَلَّى الله عليه وسلم - خاصَّة، فوالله ما اختارها دونكم ولا استأثر بها عليكم، ولقد قسمها عليكم حتَّى بقي منها هذا المال، فكان رسول الله - صَلَّى الله عليه وسلم - ينفق على أهله سنتهم ثم يجعل ما بقي في مال الله -عز وجل- (٣).
انظر: هامش "صحيح مسلم" ٣/ ١٣٧٩.
(١) ليست في الأصل.
(٢) في الأصل: لشيء. والتصويب من (م).
(٣) [٣٠٦٦ - ٣٠٦٧] الحكم على الإسناد:
شيخ المصنف في الإسناد الأوَّل لم يذكر بجرحٍ أو تعديل، وفي الثَّاني مبهم.
التخريج:
أخرجه البُخاريّ كتاب فرض الخمس، باب فرض الخمس (٣٠٩٤)، من طريق =