وأموالكم ولم يقسم لكم شيء من الغنيمة "، فقالت الأنصار: بل نقسم لإخواننا من ديارنا وأموالنا ونؤثرهم بالغنيمة ولم نشاركهم فيها فأنزل الله تعالى: ﴿وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ﴾ الآية (١).
﴿وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ﴾ أي: يقيه الله شح نفسه فيؤدي الزكاة المفروضة (٢).
﴿فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ﴾، والشح في كلام العرب: البخل، ومنع الفضل.
يقال: فلان شحيح بيِّن الشُّحِّ والشِّح والشِّحَّةِ والشَّحاحَةِ (٣).
قال عمرو بن كلثوم:

ترى اللَّحِزَ (٤) الشَّحيحَ إذا أُمِرَّتْ عليهِ لِمَالِهِ فيها مُهِيْنًا (٥)
(١) انظر: "النكت والعيون" للماوردي ٥/ ٥٠٦ نحوه، "معالم التنزيل" للبغوي بنحوه ٨/ ٧٧، "الجامع لأحكام القرآن" للقرطبي ١٨/ ١٨، "السيرة الحلبية" لعلي الحلبي ٢/ ٥٦٨.
(٢) انظر: نحوه في "الجامع لأحكام القرآن" ١٨/ ٢٥.
(٣) انظر: "جامع البيان" للطبري ٢٨/ ٤٣، "معالم التنزيل" للبغوي ٨/ ٧٨.
(٤) في هامش الأصل: اللحز: الضيق البخيل، وقيل: هو السيئ الخلق اللئيم. خطيب.
(٥) انظر: "ديوان عمرو بن كلثوم" (ص ٥٢)، "جامع البيان" للطبري ٢٨/ ٤٣، "الجامع لأحكام القرآن" للقرطبي ١٨/ ٢٩، "لسان العرب" لابن منظور (لحز). المعنى يقول: ترى الإنسان الضيق الصدر البخيل الحريص مهينًا لماله فيها، أي: في شربها، إذا أمرت الخمر عليه، أي: إذا أديرت عليه. =


الصفحة التالية
Icon