﴿وَيَبْسُطُوا إِلَيْكُمْ أَيْدِيَهُمْ وَأَلْسِنَتَهُمْ بِالسُّوءِ﴾ الأيدي بالقتل والألسنة بالشتم يقول: فكيف ينفعكم التقريب إليهم وحالهم معكم هذِه (١).
﴿وَوَدُّوا لَوْ تَكْفُرُونَ﴾ بمحمَّد فلا تناصحوهم فإنَّهم لا يناصحوكم (٢).
٣ - قوله عز وجل: ﴿لَنْ تَنْفَعَكُمْ أَرْحَامُكُمْ وَلَا أَوْلَادُكُمْ﴾
أي: لا يَدْعونَّكم قراباتكم منهم ولا أولادكم التي بمكة إلى خيانة رسول الله - ﷺ - والمؤمنين وترك مناصحتهم وموالات أعدائهم ومظاهرتهم فلن ينفعكم أرحامكم ولا أولادكم الذين عصيتم الله لأجلهم (٣).
﴿يَوْمَ الْقِيَامَةِ يَفْصِلُ بَيْنَكُمْ﴾ فيدخل أهل طاعته والإيمان به الجنة، ويدخل أهل معصيته والكفر به النَّار (٤).
واختلفت القراءة في ﴿يَفْصِلُ﴾ فقرأ السلمي وزر بن حبيش وعاصم والجحدري ويعقوب وعيسى ﴿يَفْصِل﴾ بفتح الياء وكسر الصاد مخففة على الفعل الواقع (٥) واختاره أبو حاتم، وقرأ إبراهيم النَّخَعيّ

(١) انظر: "زاد المسير" لابن الجوزي ٨/ ٢٣٣، "المحرر الوجيز" لابن عطية ٥/ ٢٩٤، "الجامع لأحكام القرآن" للقرطبي ١٨/ ٥٥.
(٢) انظر: "الجامع لأحكام القرآن" للقرطبي ١٨/ ٥٥.
(٣) انظر: "جامع البيان" للطبري ٢٨/ ٦١، "الوسيط" للواحدي ٤/ ٢٨٣، "معالم التنزيل" للبغوي ٨/ ٩٤، "زاد المسير" لابن الجوزي ٨/ ٢٣٣.
(٤) السابق.
(٥) انظر: "معاني القرآن" للفراء ٣/ ١٤٩، "جامع البيان" للطبري ٢٨/ ٦٢، "السبعة" لابن مجاهد (ص ٦٣٣)، "الحجة" لابن زنجلة (ص ٣٤٤)، "التذكرة" لابن =


الصفحة التالية
Icon