أرض، وما خرجن التماس دنيا، وما خرجن إلَّا حبًّا لله ولرسوله (١) فاستحلفها رسول الله - ﷺ - ما خرجت بغضًا لزوجها ولا عشقًا لرجل، منَّا وما خرجت إلَّا رغبةً في الإِسلام، فحلفت بالله الذي لا إله إلَّا هو على ذلك فأعطى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- زوجها مهرها وما أنفق عليها ولم يَرُدَّها عليه، فتزوَّجها عمر بن الخطاب - رضي الله عنه -، فكان النَّبِيّ - ﷺ - يرد من جاء من الرجال ويحبس من جاء من النساء إذا امتحن ويعطي أزواجهن مهورهنَّ (٢) فذلك قوله عز وجل: ﴿اللَّهُ أَعْلَمُ بِإِيمَانِهِنَّ فَإِنْ عَلِمْتُمُوهُنَّ مُؤْمِنَاتٍ فَلَا تَرْجِعُوهُنَّ إِلَى الْكُفَّارِ لَا هُنَّ حِلٌّ لَهُمْ وَلَا هُمْ يَحِلُّونَ لَهُنَّ﴾ يعني: أزواجهن من الكفار (٣).
﴿وَآتُوهُمْ مَا أَنْفَقُوا﴾ عليهنَّ من المهر (٤).
وقال ابن عباس - رضي الله عنهما -: امتحانهنَّ أن يقلن: لا إله إلَّا الله وأنَّ
(٢) انظر: "معالم التنزيل" للبغوي ٨/ ٩٨، "الجامع لأحكام القرآن" ١٨/ ٦٢.
(٣) السابق.
(٤) انظر: "معاني القرآن" للفراء ٣/ ١٥١، "النكت والعيون" للماوردي ٥/ ٥٢٢، "الوسيط" للواحدي ٤/ ٢٨٦، "معالم التنزيل" للبغوي ٨/ ٩٨، "زاد المسير" لابن الجوزي ٨/ ٢٤١.