وهو اختيار أبي عبيد لقوله: ﴿فَأَمْسِكُوهُنَّ بِمَعْرُوفٍ﴾ (١).
وقرأ الحسن وأبو العالية ونصر بن عاصم وأبو عمرو وابن أبي إسحاق والجحدري ويعقوب وعيسى بن عمر (ولَا تُمسِّكُوا) مشددة من مسَّك (٢)، واختاره أبو حاتم يقال: مسكت بالشيء وتمسَّكت به؛ لأنَّ العِصم جماعة، فالتشديد أبين في مثل هذا للتكثير والتكرير.
والعِصَم الحبال واحدتها عصمة، وهو ما أعتصم به من العهود والسبب. والكوافر جمع كافرة نهى الله تعالى المؤمنين عن المقام على نكاح المشركات وأمرهم بفراقهنَّ (٣).
قال ابن عباس - رضي الله عنهما -: يقول: لا تأخذوا بعقد الكوافر فمن كانت له امرأة كافرة بمكة فلا يعتدن بها، فقد انقطعت عصمتها منه وليست له بامرأة، وإن جاءتكم امرأة مسلمة من أهل مكة ولها زوج كافر فلا

= لابن غلبون ٢/ ٥٨٦، "التبصرة" لمكي (ص ٦٩٩)، "الكشف عن وجوه القراءات" لمكي ٢/ ٣١٨، "التيسير" للداني (ص ٢١)، "معالم التنزيل" للبغوي ٨/ ٩٨.
(١) البقرة: ٢٣١.
كتب في هامش الأصل (٥٨/ ب) عند كلمة ﴿بِمَعْرُوفٍ﴾: ويكون الباء صلة، مجازه ولا تمسكوا عصم الكوافر.
(٢) انظر: "جامع البيان" للطبري ٢٨/ ٧٣، "معاني القرآن" للزجاج ٥/ ١٥٩، "السبعة" لابن مجاهد (ص ٦٣٤)، "الحجة" لابن خالويه (ص ٣٤٤)، "التذكرة" لابن غلبون ٢/ ٥٨٦، "التبصرة" لمكي (ص ٦٩٩)، "التيسير" للداني (ص ٢١٠).
(٣) انظر: "الوسيط" للواحدي ٤/ ٢٨٦، "معالم التنزيل" للبغوي ٨/ ٩٨، "زاد المسير" لابن الجوزي ٨/ ٢٤٢.


الصفحة التالية
Icon