بلا أرواح، وأجسام بلا أحلام (١). قرأ الأعمش، والكسائي، وأبو عمرو -غير عبّاس-، وقنْبُل عن ابن كثير: ﴿خُشُبٌ﴾ مخففًا بجزم الشين (٢).
وهي قراءة البراء بن عازب -رضي الله عنهما- (٣)، واختيار أبي عبيد؛ قال لمذهبها في العربية: وذلك أن واحدتها خشبة، ولم نجد في كلامهم اسمًا على مثل (٤) فعلة جمع على فُعُل بضم الفاء والعين (٥). ويلزم من ثقّلها أن يُثقِّل البدن أيضًا فيقرأ: (والبُدُن

= ٢٨/ ٢٣٩.
(١) "جامع البيان" للطبري ٢٨/ ١٠٧، "باهر البرهان في معاني مشكلات القرآن" لبيان الحق النيسابوري ٥/ ١٥٠٤.
قال السمعاني في "تفسير القرآن" ٥/ ٤٤١: وإنما مثلهم بالخشب، لأن الخشب لا قلب له ولا عقل ولا يعي خبرًا ولا يفهمه. ويقال في العادة فلان خشب. أي: ليس له عقل ولا فهم. اهـ.
(٢) "السبعة" لابن مجاهد (ص ٦٣٦)، "التيسير في القراءات السبع" للداني (ص ١٧١)، "الكشف عن وجوه القراءات" لمكي ٢/ ٣٢٢، "النشر في القراءات العشر" لابن الجزري ٢/ ٢١٦، "معاني القرآن" للفراء ٣/ ١٥٨، "جامع البيان" للطبري ٥٨/ ١٢٨، "فتح الباري" لابن حجر ٨/ ٦٤٧.
وبخصوص رواية قنبل عن ابن كثير قال عنها ابن مهران في "المبسوط في القراءات العشر" (ص ٣٧١): وليس يصح ذلك. والله أعلم.
(٣) "الجامع لأحكام القرآن" للقرطبي ١٨/ ١٢٥، "البحر المحيط" لأبي حيان ٨/ ٢٦٨.
(٤) كذا، وفي هامش الأصل: وزن.
(٥) بل جاء هذا الجمع على ندرة ولم يحفظ إلا في: ثمرة وعليه فيكون خشب على مثال: جمع الجمع، وإن لم يسمع مفردًا.


الصفحة التالية
Icon