قوله -عز وجل-:
﴿بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ﴾
١ - ﴿يُسَبِّحُ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (١) هُوَ الَّذِي خَلَقَكُمْ فَمِنْكُمْ كَافِرٌ وَمِنْكُمْ مُؤْمِنٌ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ (٢)﴾
اختلف العلماء في حكم هذِه الآية:
فقال قوم: إن الله تعالى خلق الخلق مؤمنين وكافرين، قال ابن عباس -رضي الله عنهما-: بدأ الله تعالى خلق ابن آدم مؤمنًا وكافرًا، ثم يعيدهم يوم القيامة كما بدأ خلقهم مؤمنًا وكافرًا (١)، واحتجوا بحديث الصادق المصدوق (٢).

(١) أخرجه الطبري في"جامع البيان" ٨/ ١٣٢، واللالكائي في "شرح أصول الاعتقاد" ٣/ ٦٠٣، وابن المنذر، وابن أبي حاتم كما في "الدر المنثور" للسيوطي ٦/ ٣٤٢ من طريق علي بن أبي طلحة. ورواه الآجري في "الشريعة" ٢/ ٧٢٥ من طريق عطاء بن السائب كلاهما عن أبي صالح عن ابن عباس به.
(٢) يشير إلى حديث عبد الله بن مسعود -رضي الله عنه- إذ يقول فيه:
حدثني الصادق المصدوق قال: "يجمع خلق أحدكم في بطن أمه أربعين يومًا نطفة.. " الحديث. وهو حديث مشهور، إلا أن الجهمية أنكرته كما في "تأويل مختلف الحديث" لابن قتيبة (ص ٢١) والحديث يرويه عن ابن مسعود اثنا عشر نفسًا:
أولًا: زيد بن وهب الجهني: ورواه عنه ثمانية أنفس:
١ - سليمان الأعمش: ورواه عنه ثلاثة وثلاثون نفسًا:
رواه البخاري كتاب القدر (٦٥٩٤)، كتاب التوحيد باب: قوله تعالى: {وَلَقَدْ =


الصفحة التالية
Icon