وقال عطاء بن يسار، وعطاء الخُراساني (١): نزلت في عوف بن مالك الأشجعي كان ذا أهل وولد، وكان إذا أراد الغزو بكوا إليه ورققوه وقالوا: إلى من تدعنا؟ فيرق ويقيم؛ فأنزل الله تعالى: ﴿يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ مِنْ أَزْوَاجِكُمْ وَأَوْلَادِكُمْ عَدُوًّا لَكُمْ﴾ (٢) بحملهم إياكم على المعصية، وترك الطاعة ﴿فَاحْذَرُوهُم﴾ أن تقبلوا منهم ﴿وَإِنْ تَعْفُوا وَتَصْفَحُوا وَتَغْفِرُوا﴾ فلا تعاقبوهم على خلافهم، وتثبيطهم إياكم (٣) ﴿فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ﴾

= كلهم، وعطية ضعيف بالاتفاق كما في "ميزان الاعتدال" للذهبي ٣/ ٨٠.
والحاصل: أن كلا طريقي الخبر فيهما ضعف، ولكنه بمجموعهما يرتقي إلى درجة الحسن لغيره وعليه ينزل قول الترمذي: حسن صحيح، وقد صححه الحاكم، ووافقه الذهبي، وحسنه الألباني في "صحيح سنن الترمذي" (٢٦٤٢).
(١) كذا في الأصل، و (ت)، ولم أجد للخراساني ذكرًا عند غير المصنف، وفي "البحر المحيط" لأبي حيان ٨/ ٢٧٥ عن عطاء بن أبي رباح.
(٢) أخرجه ابن إسحاق كما في "الدر المنثور" للسيوطي ٦/ ٣٤٢، ومن طريقه الطبري في "جامع البيان" ٢٨/ ١٢٥، وذكره البغوي في "معالم التنزيل" ٨/ ١٤٣ عن عطاء بن يسار فقط. وشيخ ابن إسحاق في هذا الإسناد مبهم.
ولكن أخرجه أبو جعفر النحاس في "الناسخ والمنسوخ" ٢/ ٣١٦، ٣/ ١٢٢ قال: حدثني يموت بن المزرع، قال: حدثنا أبو حاتم السجستاني، قال: ثنا أبو عبيدة معمر بن المثنى، قال: ثنا يونس بن حبيب، قال: سمعت أبا عمرو بن العلاء يقول: سألت مجاهدًا عن تلخيص آي القرآن المدني من المكي فقال: سألت ابن عباس عن ذلك... فذكره.
وهذا الإسناد قال عنه السيوطي في "الإتقان" ١/ ٥٠: وإسناده جيد، رجاله كلهم ثقات من علماء العربية المشهورين.
(٣) انظر "معالم التنزيل" للبغوي ٨/ ١٤٣.


الصفحة التالية
Icon