وكذلك هو في مصحف أُبي (المتصدقين) (١)، وهو اختيار أبي عبيد وأبي حاتم.
﴿وَأَقْرَضُوا اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا﴾ عطف الفعل على الاسم، لأنَّ الاسم في معنى الفعل فالألف واللام فيهما بمعنى الذي والتي، أي: إنَّ الذين صدقوا وأقرضوا، ويتحمل اسم الفاعل الضمير كما يتحمل الفعل (٢).
قال الشاعر (٣):

أصبحت لا أحمل السلاح ولا أَمْلِكُ رَأْسَ البَعير إنْ نَفَرا
والذِّئْبَ أَخْشَاهُ إن مررتُ به وَحْدِي وَأخشى الريَّاح والمطرا (٤)
أي: وأخشى الذئب أخشاه، لأنَّ في صدر الكلام فعلًا.
وقوله: ﴿قَرْضًا حَسَنًا﴾ بالصدقة والنفقة في سبيل الله (٥).
= "إعراب القرآن" للنحاس ٤/ ٣٦٠، "الوسيط" للواحدي ٤/ ٢٥١، "الكشف عن وجوه القراءات" لمكي (ص ٣١٠)، "الحجة" لابن زنجلة (ص ٧٠١)، "معالم التنزيل" للبغوي ٨/ ٣٨.
(١) انظر: "معاني القرآن" للفراء ٣/ ١٣٥، "الحجة" لابن زنجلة (٧٠١)، "الجامع لأحكام القرآن" للقرطبي ١٧/ ٢٥٢.
(٢) انظر: "الجامع لأحكام القرآن" للقرطبي ١٧/ ٢٥٢.
(٣) هو الربيع بن ضبع بن وهب الفزاري، أحد المعمرين أدرك الإسلام ولم يسلم.
(٤) انظر: "الجامع لأحكام القرآن" للقرطبي ٧/ ١٨٨، "الشواهد الشعرية في "تفسير القرطبي" للدكتور عبد العال مكرم ٣/ ٨٧، "الجُمَل في النحو" للزجاجي (٤٠).
(٥) انظر: "معالم التنزيل" للبغوي ٨/ ٣٨، "الجامع لأحكام القرآن" ١٧/ ٢٥٢.


الصفحة التالية
Icon