١٢ قوله تعالى: ﴿إِنَّ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ بِالْغَيْبِ لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ كَبِيرٌ (١٢) وَأَسِرُّوا قَوْلَكُمْ أَوِ اجْهَرُوا بِهِ إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ (١٣) أَلَا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ (١٤)﴾
قال ابن عباس - رضي الله عنهما -: نزلت في المشركين، كانوا ينالون من رسول الله - ﷺ -، فيخبره جبريل بما قالوا فيه، ونالوا منه، فيقول بعضهم لبعض: أَسرُّوا قولكم، حتى لا يسمع إله محمد - ﷺ - (١).
وقال أهل المعاني (٢): إن شئت جعلت (مَنْ) في قوله: ﴿مَنْ خَلَقَ﴾ اسمًا للخالق، فقلت: ألا يعلم الله الخالق ما في الصدور، وهو اللطيف الخبير.
وإن شئت جعلته اسمًا للمخلوق، فقلت: ألا يعلم الله مخلوقه (٣).

(١) ذكره الواحدي في "الوسيط" ٤/ ٣٢٩، وفي "أسباب النزول" (ص ٤٦٢)، البغوي في "معالم التنزيل" ٨/ ١٧٨، ابن الجوزي "زاد المسير" ٨/ ٣٢١، القرطبي في "الجامع لأحكام القرآن" ١٨/ ٢١٤ كلهم بلا إسناد.
(٢) هذا المصطلح يكثر منه المؤلف في تفسيره هذا، وغيره من المفسرين فما مرادهم بأهل المعاني؟ يجيب عن هذا الحافظ أبو عمرو بن الصلاح بقوله: وحيث رأيت في كتب التفسير: (قال أهل المعاني) فالمراد به مصنفو الكتب في معاني القرآن، كالزجاج ومن قبله. وفي بعض كلام الواحدي: أكثر أهل المعاني الفراء، والزجاج، وابن الأنباري قالوا: كذا. ا. هـ من "البرهان في علوم القرآن" للزركشي ١/ ٢٩١، و"الإتقان" للسيوطي ٣/ ٧٢٨.
(٣) انظر: "إعراب القرآن" للنحاس ٤/ ٤٧٠، "مشكل إعراب القرآن" لمكي (ص ٧٤٥)، "البحر المحيط" لأبي حيان ٨/ ٢٩٥، "الدر المصون" للسمين الحلبي ١٠/ ٣٨٦.


الصفحة التالية
Icon