﴿هَذَا الَّذِي كُنْتُمْ بِهِ تَدَّعُونَ﴾ أن نعجله لكم (١).
وقرأ العامة: ﴿تَدَّعُونَ﴾ بتشديد الدال، تفتعلون من الدعاء عن أكثر العلماء. أي: تتمنون وتسألون (٢).
وقال الحسن: معناه: تدَّعون ألا جنة ولا نار (٣).
وقرأ الضحاك، وقتادة، ويعقوب: خفيفة الدال، أي: يدعون الله أن يأتيهم به. وهو قولهم: ﴿وَإِذْ قَالُوا اللَّهُمَّ إِنْ كَانَ هَذَا هُوَ الْحَقَّ مِنْ عِنْدِكَ﴾ الآية (٤).

= واختار الطبري في "جامع البيان" ٢٩/ ١٢ قولا آخر: حيث قال: وقال الله لهم.
(١) قاله عبد الرحمن بن زيد. أخرجه الطبري في "جامع البيان" ٢٩/ ١٢ واختاره.
وهذا المعنى يتوجه على قراءة التخفيف: (تدعون) فالمعنى:
هذا الذي كنتم به تستجعلون، وتدعون الله في قولكم ﴿اللَّهُمَّ إِنْ كَانَ هَذَا هُوَ الْحَقَّ مِنْ عِنْدِكَ فَأَمْطِرْ عَلَيْنَا حِجَارَةً مِنَ السَّمَاءِ أَوِ ائْتِنَا بِعَذَابٍ أَلِيمٍ﴾ الأنفال: ٣٢، كما سيأتي في كلام المؤلف.
انظر "معاني القرآن" للزجاج ٥/ ٢٠١.
(٢) انظر: "معاني القرآن" للفراء ٣/ ١٧١، "تفسير غريب القرآن" لابن قتيبة (ص ٤٧٥)، "جامع البيان" للطبري ٢٩/ ١٢، "المبسوط في القراءات العشر" لابن مهران الأصبهاني (ص ٣٣٧)، "المحتسب" لابن جني ٢/ ٣٢٥، "النشر في القراءات العشر" لابن الجزري ٢/ ٣٨٩.
(٣) ذكره ابن عطية في "المحرر الوجيز" ٥/ ٣٤٣.
ولكن ابن خالويه في "مختصر في شواذ القرآن" (ص ١٦٠)، وابن جني في "المحتسب" ٢/ ٣٢٥ نقلا عن الحسن أنه يقرأها بالتخفيف. وقراءته هذِه تلتئم مع القول الذي نقله عنه المؤلف.
(٤) الأنفال: ٣٢، وانظر: "معاني القرآن" للفراء ٣/ ١٧١، "جامع البيان" للطبري ٢٩/ ١٢، "مختصر في شواذ القرآن" لابن خالويه (ص ١٦٠)، "المبسوط في =


الصفحة التالية
Icon