ويُحكى أن ابن الزيات دخل على بعض الخلفاء، فوجده مغموما. فقال له روح عني يا ابن الزيات.
فأنشأ يقول:

الهم فضل والقضاء غالب وكائن ما خُط في اللوح
فانتظر الروح وأسبابه أيسر ما كنت من الروح (١)
وقيل: أراد بالقلم الخط والكتابة، الذي أمتن الله تعالى على عباده بتعليمه إياهم ذلك، كما قال: ﴿عَلَّمَ بِالْقَلَمِ﴾ (٢) [العلق: ٤].
= "الشريعة" ١/ ٥١٤، ٢/ ٧٩٢ كلهم من طرق عن معاوية بن صالح عن أبي زيد به. وإسناده حسن. قاله ابن المديني، فيما نقله عنه ابن حجر في "النكت الظراف".
(١) ذكرها المصنف في "عرائس المجالس" (ص ١٤).
(٢) قاله ابن بحر.
ذكره عنه الماوردي في "النكت والعيون" ٦/ ٦٠، والكرماني في "غرائب التفسير" ٢/ ١٢٣٦.
والقول في: "تفسير القرآن" للسمعاني ٦/ ١٧، "زاد المسير" لابن الجوزي ٨/ ٣٢٨، "الجامع لأحكام القرآن" للقرطبي ١٨/ ٢٥٤، "تفسير القرآن العظيم" لابن كثير ١٤/ ٨٣ واختاره.
قلت: والذي يظهر أنه ليس بين هذا القول والقول الأول كبير فرق. فأصحاب هذا القول وإن كانوا يقولون إن المراد بالقلم جنس الأقلام، إلا أنهم يتفقون مع أصحاب القول الأول على أن القلم إنما ذكر هنا لنيله شرف الكتابة في اللوح المحفوظ بأمر الله جل وعلا، ولذا فقد ذكر العلامة ابن القيم في كتابه "التبيان في أقسام القرآن" (ص ٢٠٦) أن الأقلام التي يكتب بها اثنا عشر قلما فذكر أن أولها =


الصفحة التالية
Icon