منك، وأمرتنا أن نصلي خمسا فقبلناه منك، وأمرتنا بالزكاة فقبلناه منك، وأمرتنا أن نصوم شهرا فقبلناه، وأمرتنا بالحج فقبلناه، ثم لم ترض بهذا حتَّى رفعت بضبعي (١) ابن عمك ففضلته علينا، وقلت: "من كنت مولاه فعلي مولاه" فهذا شيء منك أم من الله تعالى؟ فقال: "والله الَّذي لا إله إلا هو إن هذا من الله"، فولى الحارث بن النعمان يريد راحلته وهو يقول: اللهم إن كان ما يقول محمد حقا ﴿فَأَمْطِرْ عَلَيْنَا حِجَارَةً مِنَ السَّمَاءِ أَوِ ائْتِنَا بِعَذَابٍ أَلِيمٍ﴾ فما وصل إليها حتَّى رماه الله بحجر، فسقط على هامته (٢) وخرج من دبره فقتله؛ وأنزل الله تعالى: ﴿سَأَلَ سَائِلٌ بِعَذَابٍ وَاقِعٍ (١) لِلْكَافِرِينَ لَيْسَ لَهُ دَافِعٌ (٢)﴾ (٣).

(١) الضبع: بسكون الباء: وسط العضد. وقيل: هو ما تحت الإبط، ويقال للإبط الضبع، للمجاورة.
انظر: "النهاية في غريب الحديث والأثر" لابن الأثير ٣/ ٧٣.
(٢) الهامة: الرأس. "النهاية في غريب الحديث والأثر" لابن الأثير ٥/ ٢٨٤.
(٣) الحكم على الإسناد:
إسناده معضل، وخبر منكر.
فالمصنف علقه عن سفيان بن عيينة، وبينهما مفاوز.
ووالد ابن عيينة قال ابن معين: ما سمعت أحدا حدث عنه غير ابنه سفيان. ا. هـ وعليه: فهو مجهول.
وسلسلة جعفر بن محمد عن آبائه ركب عليها أحاديث باطلة كثيرة.
التخريج:
الحديث: أخرجه ابن البطريق في "خصائص الوحي المبين" (ص ٣١ - ٣٢)، والجويني في "فرائد السمطين" ١/ ٨٢ - ٨٣ من طريق المصنف إلى ابن عيينة. =


الصفحة التالية
Icon