وإليه ذهب سعيد بن جبير (١).
وقال أبو بكر بن عياش: هذا تأكيد للقسم كقولك: لا والله (٢).
وقال الفراء: قوله ﴿لَا﴾ رد لكلام المشركين، ثم ابتدأ القسم فقال: أقسم بيوم القيامة، قال: وكل يمين قبلها رد لكلام، فلابد من تقديم لا قبلها ليفرق بذلك بين اليمين التي تكون جَحْدا، واليمين التي تستأنف.
ألا ترى أنك تقول مبتدئًا: والله إن الرسول حق، فإذا قلت: لا والله إن الرسول لحق، فكأنك أكذبت قومًا أنكروه (٣).
[٣٣٠٢] أخبرنا عقيل بن محمد (٤) أنّ المعافى بن زكريا (٥) أخبره، عن محمد بن جرير (٦)، قال: حدثنا أبو كريب (٧)، قال:

(١) أخرجه الطبري في "جامع البيان" ٢٩/ ١٧٣، وذكره ابن فورك [١٩٦/ أ] والمارودي في "النكت والعيون" ٦/ ١٥٠، والسمعاني في "تفسير القرآن" ٦/ ١٠١، والقرطبي في "الجامع لأحكام القرآن" ١٩/ ٩٠.
(٢) أخرجه الطبري في "جامع البيان" ٢٩/ ١٧٣، وذكره الماوردي في "النكت والعيون" ٦/ ١٥٠، والبغوي في "معالم التنزيل" ٨/ ٢٧٩.
(٣) "معاني القرآن" للفراء ٣/ ٢٠٧ مع اختلاف يسير، وذكره الطبري في "جامع البيان" ٢٩/ ١٧٣ دون نسبة، والنحاس في "معاني القرآن" ٥/ ٧٨ نحوه، والماوردي في "النكت والعيون" ٦/ ١٥٠ - ١٥١، والبغوي في "معالم التنزيل" ٨/ ٢٧٩ نحوه، والقرطبي في "الجامع لأحكام القرآن" ١٩/ ٩٠.
(٤) الإستراباذي، لم أجده.
(٥) العلامة الفقيه الحافظ الثقة.
(٦) أبو جعفر الطبري، الإمام العلم المجتهد، صاحب التصانيف البديعة.
(٧) محمد بن العلاء بن كريب، ثقة حافظ.


الصفحة التالية
Icon