وقال سهل: هي الأمّارة بالسوء، وهي قرينة الحرص والأمل (١).
وقال أبو بكر الورّاق: النفس كافرة في وقت، منافقة في وقت، مرائية على الأحوال كلها هي كافرة؛ لأنها لا تألف الحق أبدًا، وهي منافقة؛ لأنها لا تفي بالعهد، وهي مرائية؛ لأنها لا تحب أن تعمل عملًا، ولا تخطو خطوة إلا لرؤية الخلق فمن كانت هذِه صفاته، فهي حقيقة بدوام الملامة لها (٢) (٣).
٣ - قوله تعالى: ﴿أَيَحْسَبُ الْإِنْسَانُ﴾
نزلت في عدي بن ربيعة بن أبي سلمة حليف بني زهرة، ختن (٤) الأخنس بن شريق الثقفي، وكان النبي - ﷺ - يقول: "اللهم اكفني جاري السوء" يعني: عديّا، والأخنس، وذلك أن عدي بن ربيعة أتى النبي - ﷺ - فقال: يا محمد حدثني عن يوم القيامة متى تكون؟ وكيف أمرها؟ وحالها؟ فأخبره النبي - ﷺ - بذلك، فقال: لو عاينت

(١) ذكره أبو عبد الرحمن السلمي في "حقائق التفسير" [٣٥٤/ أ].
(٢) في (س): عليها.
(٣) ذكره أبو عبد الرحمن السلمي "حقائق التفسير" [٣٥٤/ أ].
وقال الطبري في "جامع البيان" ٢٩/ ١٧٥: وهذِه الأقوال التي ذكرناها عمن ذكرناها عنه وإن اختلفت بها ألفاظ قائليها، فمتقاربات المعاني، واصفة القول في ذلك بظاهر التنزيل: أنها تلوم صاحبها على الخير والشر، وتندم على ما فات.
(٤) الختن بالتحريك: كل من كان من قبل المرأة مثل الأب والأخ، وعند العامة ختن الرجل زوج ابنته.
انظر: "الصحاح" للجوهري ٥/ ٢١٠٧.


الصفحة التالية
Icon