وذلك أن رسول الله - ﷺ - كان لا يفتر من قراءة القرآن مخافة أن ينساه، وكان إذا نزل عليه جبريل بالقرآن لم يفرغ جبريل -عليه السلام- من الآية حتى يقرأ رسول الله - ﷺ - أولها، ويحرك لسانه بها في نفسه مخافة أن ينساها (١)، فأنزل الله تعالى: ﴿فَتَعَالَى اللَّهُ الْمَلِكُ الْحَقُّ وَلَا تَعْجَلْ بِالْقُرْآنِ مِنْ قَبْلِ أَنْ يُقْضَى إِلَيْكَ وَحْيُهُ﴾ (٢)، وأنزل: ﴿سَنُقْرِئُكَ فَلَا تَنْسَى﴾ (٣)، وأنزل: ﴿لَا تُحَرِّكْ بِهِ﴾ أي: بالقرآن (٤).
وقيل: لا تحرك: لا (٥) تبادر به، أي: بالوحي (٦).

(١) قاله ابن عباس - رضي الله عنهما -، ومجاهد، والضحاك، والحسن، وقتادة:
ابن عباس: أخرجه الطيالسي في "المسند" (ص ٣٤٢) (٢٦٢٨)، وأحمد في "المسند" ١/ ٣٤٣ (٣١٩١)، والحميدي في "المسند" ١/ ٢٤٢، والبخاري، كتاب بدء الوحي مطو، ، باب ٤، كتاب التفسير مختصرًا، باب لا تحرك به لسانك لتعجل به (٤٩٢٧)، وفي "خلق أفعال العباد" (ص ٨٣)، ومسلم، كتاب الصلاة، باب الاستماع للقراءة (٤٤٨)، والترمذي، كتاب التفسير، باب ومن سورة القيامة (٣٣٢٩)، والطبراني في "المعجم الكبير" ١٢/ ١٢٠ (١٢٦٤٩) بسند ضعيف، ورواه الطبري في "جامع البيان" ٢٩/ ١٨٨، وعزاه السيوطي في "الدر المنثور" ٦/ ٤٦٧ لعبد بن حميد، وابن المنذر، وابن أبي حاتم، وابن الأنباري في "المصاحف" أيضًا.
مجاهد: أخرجه عبد بن حميد، والطبري في "جامع البيان" ٢٩/ ١٨٨، وابن المنذر كما في "الدر المنثور" للسيوطي ٦/ ٤٦٨.
(٢) طه: ١١٤.
(٣) الأعلى: ٦.
(٤) ذكره الطبري في "جامع البيان" ٢٩/ ١٨٧، والواحدي في "الوسيط" ٤/ ٣٩٢، والزمخشري في "الكشاف" ٦/ ٢٦٩، وابن عطية في "المحرر الوجيز" ٥/ ٤٠٤.
(٥) من (س).
(٦) ذكره الواحدي في "الوسيط" ٤/ ٣٩٢.


الصفحة التالية
Icon