من يطعم اليوم يجده في غد
عند العلي الواحد الموحد
ما يزرع الزارع سوف يحصد
فأطعمي من غير من أنكد
حتى تجازي بالذي لا ينفد
فأنشأت فاطمة عليها السلام (١) تقول:
لم يبق مما جئت غير صاع
قد دُميت كفي مع الذراع
ابناي والله من الجياع
أبوهما للخير ذو اصطناع
يصطنع المعروف بابتداع
عبل الذراعين (٢) طويل الباع
وما على رأسي من قناع
إلا قناع نسجه نساع (٣)
قال: فأطعموه الطعام، ومكثوا ثلاثة أيام ولياليها لم يذوقوا شيئًا إلا الماء القراح، فلما كان في اليوم الرابع، وقد قضوا نذرهم

(١) في (س): رضي الله عنه.
(٢) عبل الذراعين: ضخمهما، والعبل: الضخم من كل شيء.
انظر: "لسان العرب" لابن منظور ١١/ ٤٢٠.
(٣) في (س): بساعي، والنسع -بالكسر- سير يضفر على هيئة أعنة النعال تُشد به الرحال.
والجمع أنساع ونسوع ونسع. انظر: "لسان العرب" لابن منظور ٨/ ٣٥٢.


الصفحة التالية
Icon