وزاد ابن مهران الباهلي في هذا الحديث: فوثب النبي - ﷺ - حتى دخل على فاطمة - رضي الله عنها -، فلما رأى ما بهم، نكب عليهم يبكي، وقال لهم: "أنتم منذ ثلاث فيما أرى وأنا غافل عنكم"، فهبط جبريل عليه السلام بهذِه الآيات: ﴿إِنَّ الْأَبْرَارَ يَشْرَبُونَ مِنْ كَأْسٍ كَانَ مِزَاجُهَا كَافُورًا (٥) عَيْنًا يَشْرَبُ بِهَا عِبَادُ اللَّهِ يُفَجِّرُونَهَا تَفْجِيرًا (٦)﴾.
قال: هي عين في دار النبي - ﷺ - تفجر إلى دور الأنبياء عليهم السلام والمؤمنين.
﴿يُوفُونَ بِالنَّذْرِ﴾ يعني: عليًّا، وفاطمة، والحسن، والحسين، وجاريتهم فضة رضوان الله تعالى عليهم ﴿وَيَخَافُونَ يَوْمًا كَانَ شَرُّهُ مُسْتَطِيرًا * وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِينًا﴾ يقول على شهوتهم الطعام، وإيثارهم به مسكينًا من مساكين المسلمين، ويتيمًا من يتامى المسلمين، وأسيرًا من أسارى المشركين، ويقولون إذا أطعموهم ﴿إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ لَا نُرِيدُ مِنْكُمْ جَزَاءً وَلَا شُكُورًا (٩) إِنَّا نَخَافُ مِنْ رَبِّنَا يَوْمًا عَبُوسًا قَمْطَرِيرًا (١٠)﴾.
قال: والله ما قالوا لهم هذا بألسنتهم، ولكنهم أضمروه في نفوسهم (١)، فأخبر الله عز وجل بإضمارهم. يقولون: ﴿لَا نُرِيدُ مِنْكُمْ جَزَاءً وَلَا شُكُورًا﴾ فتمنون علينا به، ولكنا أعطيناكم لوجه الله تعالى، وطلب ثوابه، قال الله تعالى: ﴿فَوَقَاهُمُ اللَّهُ شَرَّ ذَلِكَ الْيَوْمِ وَلَقَّاهُمْ نَضْرَةً﴾ في الوجوه ﴿وَسُرُورًا﴾ في القلوب ﴿وَجَزَاهُمْ بِمَا صَبَرُوا جَنَّةً﴾ يسكنونها

(١) في (س): في صدور نفوسهم.


الصفحة التالية
Icon