ابن عازب (١) - رضي الله عنهما - قال: كان معاذ بن جبل - رضي الله عنه - جالسًا قريبًا من رسول الله - ﷺ - في منزل أبي أيوب الأنصاري - رضي الله عنه - فقال معاذ: يا رسول الله أرأيت قول الله تعالى ﴿يَوْمَ يُنْفَخُ فِي الصُّورِ فَتَأْتُونَ أَفْوَاجًا (١٨)﴾. قال: "يا معاذ سألت عن عظيم من الأمر" (٢). ثم أرسل عينيه، ثم قال: "تحشرون عشرة أصناف من أمتي أشتاتًا قد ميزهم الله تعالى من جماعة المسلمين، وبدل صورهم، فبعضهم على صورة القردة، وبعضهم على صورة الخنازير، وبعضهم مُنكسين أرجلهم فوق وجوههم يسحبون عليها، وبعضهم عُمي يترددون وبعضهم صُم بُكم لا يعقلون، وبعضهم يمضغون ألسنتهم، فهي مدلاة على صدورهم يسيل القيح من أفواههم لُعابًا يقذرهم أهل الجمع، وبعضهم مقطعة أيديهم وأرجلهم، وبعضهم مُصلبين على جذوع من نار، وبعضهم أشد نتنا من الجِيف، وبعضهم يلبسون جِبابا (٣) سابغة (٤) من قطران لازقة بجلودهم (٥)، فأما الذين على صورة القردة فالقتات من الناس، يعني: النمّام، وأما الذين على صورة الخنازير؛ فأهل

(١) صحابي مشهور.
(٢) في (س): عن أمر عظيم من الأمور.
(٣) الجِباب: هو اللباس الذي قُطع وسطه، وبه سمي جيب القميص.
انظر: "النهاية في غريب الحديث والأثر" لابن الأثير ١/ ٢٢٩.
(٤) في (س): سانعة. وفي "تفسير ابن مردويه" كما في "تخريج أحاديث وآثار الكشاف" للزيلعي ٤/ ١٤٤: سائغة.
(٥) في (س): لاصقة لجلودهم.


الصفحة التالية
Icon