وإنما خففت هاهنا؛ لأنها ليست بمقيدة بفعل يصيرها مصدرًا له، وشدد قوله: ﴿وَكَذَّبُوا بِآيَاتِنَا كِذَّابًا (٢٨)﴾؛ لأن كذبوا يقيد الكذاب (١)، بالمصدر (٢).
٣٦ - ﴿جَزَاءً مِنْ رَبِّكَ عَطَاءً حِسَابًا (٣٦)﴾ كثيرًا وافيًا (٣).
يقال: أحسبت فلانًا؛ أي: أعطيته ما يكفيه حتى قال حسبي ويكفيني (٤). قال الشاعر:

ونُقْفي وليد الحيّ إن كان جائعًا ونُحْسُبهُ إن كان ليس بجائع (٥)
أي: نعطيه حتى يقول حسبي. وقيل (٦): جزاء بقدر أعمالهم.
(١) في (س): يقيد الكذب.
(٢) ذكره "معاني القرآن" للفراء ٣/ ٢٢٩، والقرطبي في "الجامع لأحكام القرآن" ١٩/ ١٧٩، وابن الجوزي في "زاد المسير" ٩/ ١١.
(٣) قاله قتادة: أخرجه عبد الرزاق في "تفسير القرآن" ٢/ ٣٤٣، والطبري في "جامع البيان" ٣٠/ ٢١، وعزاه السيوطي في "الدر المنثور" ٦/ ٥٠٥ لعبد بن حميد، وابن المنذر أيضًا، وذكره الما وردي في "النكت والعيون" ٦/ ١٨٩.
(٤) ذكره ابن قتيبة في "تفسير غريب القرآن" (ص ٥١٠)، والزجاج في "معاني القرآن" ٥/ ٢٧٥، وابن منظور في "لسان العرب" ١/ ٣١٢.
(٥) البيت لأحمر بن جندل في "إصلاح المنطق" لابن السكيت (ص ٥٣٥)، ولامرأة من بني قشير في "لسان العرب" لابن منظور ١/ ٣١٢.
ومعنى نقفي: أي نؤثره. انظر: "لسان العرب" لابن منظور ١/ ٣١٢.
(٦) قاله مجاهد، وابن زيد: مجاهد: أخرجه عبد الرزاق في "تفسير القرآن" ٢/ ٣٤٣، وذكره البغوي في "معالم التنزيل" ٨/ ٣١٦، ولم ينسبه. =


الصفحة التالية
Icon