﴿فَلَا تَنْسَى﴾
٧ - ﴿إِلَّا مَا شَاءَ اللَّهُ﴾
أن تنساه، وهو ما نسخه الله تعالى من القرآن (١)، وهذا معنى قول قتادة (٢).
وقال مجاهد (٣) والكلبي (٤): كان النبي - ﷺ - إذا نزل عليه جبريل عليه السلام بالقرآن لم يفرغ من قراءة الآية حتى يتكلم رسول الله - ﷺ - بأولها مخافة أن ينساها فأنزل الله تعالى: ﴿سَنُقْرِئُكَ فَلَا تَنْسَى﴾ فلم ينس بعد ذلك شيئًا.
ووجه الاستثناء على هذا التأويل ما قاله الفراء: لم يشأ أن ينسى شيئًا، وهو كقوله: ﴿خَالِدِينَ فِيهَا مَا دَامَتِ السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ إِلَّا مَا شَاءَ رَبُّكَ﴾ (٥).
وأنت تقول في الكلام: لأعطينك كلما سألت، إلا ما أشاء أن أمنعك، والنية أن لا تمنعه، وعلى هذا مجاري

(١) قاله الحسن، وقتادة: ذكره الماوردي في "النكت والعيون" ٦/ ٢٥٣، وابن عطية في "المحرر الوجيز" ٥/ ٤٦٩، وابن الجوزي في "زاد المسير" ٩/ ٩٠.
(٢) ذكره الماوردي في "النكت والعيون" ٦/ ٢٥٣، وابن عطية في "المحرر الوجيز" ٥/ ٤٦٩، وابن الجوزي في "زاد المسير" ٩/ ٩٠.
(٣) أخرجه الطبري في "جامع البيان" ٣٠/ ١٥٤، وعزاه السيوطي في "الدر المنثور" ٦/ ٥٦٧ للفريابي، وعبد بن حميد، وابن المنذر، وابن أبي حاتم، وذكره النحاس في "إعراب القرآن" ٥/ ٢٠٥، والبغوي في "معالم التنزيل" ٨/ ٤٠١.
(٤) ذكره البغوي في "معالم التنزيل" ٨/ ٤٠١، والرازي في "مفاتيح الغيب" ٣١/ ١٤١، والقرطبي في "الجامع لأحكام القرآن" ٢٠/ ٢٢.
(٥) هود: ١٠٧.


الصفحة التالية
Icon