شهرًا ما كفرت بالله عز وجل قال: وكان لها ابنتان فجاء بابنتها الكبرى، فذبحها على فيها وقال لها: اكفري بالله وإلا ذبحت ابنتك الصغرى على فيك، وكانت طفلة رضيعة تجدبها (١) وجدًا شديدًا فقالت: لو ذبحت من على وجه (٢) الأرض على فيَّ ما كفرت بالله عز وجل قال: فأُتي بابنتها، فلما أن قُرّبت منها وأُضجعت على صدرها، وأراد ذبحها جزعت المرأة، فأنطق الله تعالى لسان ابنتها فتكلمت وهي من الأربعة الذين تكلموا أطفالًا فقالت: يا أماه لا تجزعي فإن الله تعالى قد بنى لك بيتًا في الجنة، اصبري، فإنك تُفضي إلى رحمة الله عز وجل وكرامته، قال: فذبحت، فلم تلبث أن ماتت وأسكنها الله تعالى الجنة، قال: فبعث في طلب زوجها خِزَبيل فلم يقدروا عليه، فقيل لفرعون: إنه قد رئي (٣) في موضع كذا وكذا في جبال كذا وكذا، فبعث رجلين في طلبه، فلما انتهيا إليه، وهو يصلي وثلاث صفوف من الوحش خلفه يصلون، فلما رأيا ذلك انصرفا فقال خِزَبيل: اللهم إنك تعلم إني كتمت إيماني مائة سنة، ولم تظهر عليّ أحد، فأيما هذين الرجلين كتم على فاهده إلى دينك، واعطه في الدنيا سؤله، وأيما هذين الرجلين أظهر عليّ، فعجلّ عقوبته في الدنيا واجعل مصيره في الآخرة إلى النار، فانصرف الرجلان إلى

(١) تجدبها: أي تحبها حبًا شديدًا.
انظر: "النهاية في غريب الحديث والأثر" لابن الأثير ٥/ ١٣٦ (جدب).
(٢) من (س).
(٣) في الأصل: زري، وما أثبته من (س)، ومصادر اللغة.


الصفحة التالية
Icon