واختلف القراء في هذِه الآية: فقرأ أهل البصرة (١) (يكرمون) وما بعدها كلها بالياء، وقرأ الآخرون (٢) بالتاء.
١٨ - ﴿وَلَا تَحَاضُّونَ عَلَى طَعَامِ الْمِسْكِينِ﴾ (٣)
قرأ أبو جعفر (٤)،

= واعلم أن ترك إكرام اليتيم على وجوه:
أحدها: ترك بره وإليه الإشارة بقوله: ﴿وَلَا تَحَاضُّونَ عَلَى طَعَامِ الْمِسْكِينِ (١٨)﴾.
والثاني: دفعه عن حقه، وأكل ماله، وإليه الإشارة بقوله تعالى: ﴿وَتَأْكُلُونَ
التُّرَاثَ أَكْلًا لَمًّا (١٩) وَتُحِبُّونَ الْمَالَ حُبًّا جَمًّا (٢٠)﴾
.
انظر: "اللباب" لابن عادل الدمشقي ٢٠/ ٣٢٨.
(١) منهم: أبو عمرو، ويعقوب.
انظر: "السبعة" لابن مجاهد (ص ٦٨٥)، "المبسوط في القراءات العشر" لابن مهران الأصبهاني (ص ٤٠٧)، "التذكرة" لابن غلبون ٢/ ٦٢٧، "الكشف عن وجوه القراءات" لمكي ٢/ ٣٧٢، "التيسير" للداني (ص ١٨٠).
(٢) منهم: ابن كثير، ونافع، وابن عامر، وعاصم، وحمزة، والكسائي.
انظر: "المبسوط في القراءات العشر" لابن مهران الأصبهاني (ص ٤٠٧)، "التذكرة" لابن غلبون ٢/ ٦٢٧، "الكشف عن وجوه القراءات" لمكي ٢/ ٣٧٢، "الموضح في وجوه القراءات" لابن أبي مريم ٣/ ١٣٧٠، "التيسير" للداني (ص ١٨٠).
وتوجيه القراءة: أن الحجة لمن قرأه بالياء: أنه رده على ما قبله، والحجة لمن قرأه بالتاء أنه دل بذلك على أن النبي - ﷺ - خاطبهم به.
انظر: "السبعة" لابن خالويه (ص ٣٧٠ - ٣٧١)، "الكشف عن وجوه القراءات" لمكي ٢/ ٣٧٢، "الحجة" لابن زنجلة (ص ٧٦٢).
(٣) (يحضون): كذا، والمصنف رحمه الله درج على قراءة حفص عن عاصم.
(٤) انظر: "جامع البيان" للطبري ٣٠/ ١٨٣، "المبسوط في القراءات العشر" لابن مهران الأصبهاني (ص ٤٠٧)، "معالم التنزيل" للبغوي ٨/ ٤٢١، "زاد المسير" =


الصفحة التالية
Icon