وقال ابن زيد: يقول (١): فهلَّا سلك الطريق التي فيها النجاة والخير، ثم بين ما هي، فقال:
١٢ - ﴿وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْعَقَبَةُ (١٢)﴾ (٢)
قال سفيان بن عيينة: كل شيء، قال: (وما أدراك) فإنَّه أخبره به، وما قال: وما يدريك فإنَّه لم يخبره به (٣).
١٣ - ﴿فَكُّ رَقَبَةٍ (١٣)﴾ فمن أعتق رقبة كانت (٤) فداؤه من النَّار (٥)،
قال عكرمة: فك رقبته من الذنوب بالتوبة (٦).

= الآخرة لمن اقتحمها في الدنيا، وألزم نفسه بفعل الطاعة وترك المعصية. والله أعلم.
(١) ليست في (ج).
(٢) انظر: "جامع البيان" للطبري ٣٠/ ٢٠٢، "تفسير القرآن العظيم" لابن كثير ١٤/ ٣٥٨.
(٣) "صحيح البخاري" كتاب فضل ليلة القدر، باب فضل ليلة القدر معلقًا.
قال ابن حجر في "فتح الباري" ٤/ ٢٥٥ - ٢٥٦ وصله محمَّد بن يحيى بن أبي عمر في كتاب الإيمان له، وقال أَيضًا: وقد تعقب هذا الحصر بقوله تعالى: ﴿وَمَا
يُدْرِيكَ لَعَلَّهُ يَزَّكَّى (٣)﴾
[عبس: ٣] فإنَّها نزلت في ابن أم مكتوم، وقد علم - ﷺ - بحاله، وأنه ممن تزكى ونفعته الذكرى.
وانظر: "زاد المسير" لابن الجوزي ٩/ ١٣٤، "الدر المنثور" للسيوطي ٥/ ٢٢٣، وعزاه إِلَى ابن أبي حاتم وابن المنذر.
(٤) في (ج): كان.
(٥) ورد الحديث بذلك رواه البخاري في كتاب العتق باب ما جاء في العتق وفضله (٢٥١٧)، ومسلم في العتق باب فضل العتق (١٥٠٩) من حديث أبي هريرة -رَضِيَ اللهُ عَنْهُ-.
(٦) انظر: "معالم التنزيل" للبغوي ٨/ ٤٣٣. ومعنى الفكّ هنا معنوي يماثل ما ذهب إليه قتادة في تفسير العقبة، وتقدَّم.


الصفحة التالية
Icon