إن عملكم لمختلف فساع في فِكاك نفسه، وساع في عطبها (١)، يدل عليه قول النبي - ﷺ -: "الناسُ غَاديَان، فمُبْتَاعٌ نفسهُ فمُعْتِقُهَا، وبائعٌ نَفْسهُ فمُوبقهَا" (٢).

(١) انظر: "معالم التنزيل" للبغوي ٨/ ٤٤٥، "الجامع لأحكام القرآن" للقرطبي ٢٠/ ٨٢، وهذا هو جواب القسم، قال ابن كثير في "تفسير القرآن العظيم" ١٤/ ٣٧٢: ولما كان القسم بهذِه الأشياء المتضادة، كان المقسم عليه أيضًا متضادًا. وقال ابن القيم في "التبيان في أقسام القرآن" (٣٧): أقسم سبحانه بزمان السعي وهو الليل والنهار، وبالساعي، وهو الذكر والأنثى، على اختلاف السعي، كما اختلف الليل والنهار، والذكر والأنثى، وسعيه وزمانه مختلف، وذلك دليل على اختلاف جزائه وثوابه، وأنه سبحانه لا يُسوي بين من اختلف سعيه في الجزاء، كما لم يسو بين الليل والنهار، والذكر والأنثى.
وانظر: "إعراب القرآن" للنحَّاس ٥/ ٢٤٢.
(٢) رواه الإِمام أحمد في "مسنده" ٤/ ٢٦٥ (١٤٠٣٢)، ورواه عبد بن حميد في "مسنده" كما في "المنتخب" (ص ٣٤٥) (١١٣٨)، ورواه ابن حبان في "صحيحه" كما في "الإحسان" ١٠/ ٣٧٢ (٤٥١٤)، وقال محققه: إسناده صحيح على شرط مسلم. ورواه الحاكم في "المستدرك" ٤/ ٤٦٨ (٨٣٠٢)، وقال: هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه ووافقه الذهبي. كلهم من طريق عبد الرزاق، أخبرنا معمر، عن ابن خئيم، عن عبد الرحمن بن سابط، عن جابر بن عبد الله - رضي الله عنه -. ورواه أبو يعلى في "مسنده" ٣/ ٤٧٥ (١٩٩٩) من طريق عبد الله بن عثمان بن خثيم به. قال الهيثمي: رجاله رجال الصحيح غير إسحاق بن أبي إسرائيل، وهو ثقة مأمون.
ورواه الطبراني في "المعجم الكبير" ١٩/ ١٤١ (٣٠٩) من حديث كعب بن عجرة - رضي الله عنه -، ويشهد له ما رواه مسلم كتاب الطهارة، باب: فضل الوضوء (٢٢٣) من حديث أبي مالك الأشعري - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - ﷺ -: "كل الناس يغدو، فبائعٌ نفسه فمعتقها، أو موبقها" فالحديث صحيح كما تقدم.


الصفحة التالية
Icon