٨ - ﴿وَأَمَّا مَنْ بَخِلَ﴾ بالنفقة في الخير،
﴿وَاسْتَغْنَى﴾ عن ربه، فلم يرغب في ثوابه.
٩ - ﴿وَكَذَّبَ بِالْحُسْنَى (٩) فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْعُسْرَى (١٠)﴾
أي: للعمل بما لا يُرضي الله حتى يستوجب به النار، فكأنه قال: نخذله ونؤدي إلى الأمر العسير، وهو العذاب (١)، وقيل: سندخله جهنم، والعُسرى اسم لها (٢). فإن قيل: فأي تيسير في العسرى، قيل: إذا جمع بين كلامين أحدهما ذكر الخير، والآخر ذكر الشر، جاز ذلك كقوله: ﴿فَبَشِّرْهُمْ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ﴾ (٣).

= وقد ورد أنه سبب قوله تعالى: ﴿وَسَيُجَنَّبُهَا الْأَتْقَى (١٧)﴾ إلى آخر السورة، وسيذكره المصنف مسندًا (٢٤).
(١) انظر: "معاني القرآن" للزجَّاج ٥/ ٣٣٦، "معالم التنزيل" للبغوي ٨/ ٤٤٦.
(٢) قاله عبد الله بن مسعود.
انظر: "زاد المسير" لابن الجوزي ٩/ ١٥٠، "الجامع لأحكام القرآن" للقرطبي ٢٠/ ٨٤.
(٣) آل عمران: ٢١، وانظر: "معاني القرآن" للفراء ٣/ ٢٧٠ - ٢٧١، "جامع البيان" للطبري ٣٠/ ٢٢٢، "إعراب القرآن" للنحاس ٥/ ٢٤٣، "الجامع لأحكام القرآن" للقرطبي ٢٠/ ٨٥.
وقال ابن القيم رحمه الله في "التبيان في أقسام القرآن" (ص ٤١) والتيسير للعسرى يكون بأمرين:
١ - أن يحول بينه وبين أسباب الخير، فيجري الشر على قلبه، ونيته، ولسانه، وجوارحه.
٢ - أن يحول بينه وبين الجزاء الأيسر، كما حال بينه وبين أسبابه.


الصفحة التالية
Icon