اجترؤوا على الله حتَّى ظنوا أنهم يخادعون الله (١)، وهذا كقوله: ﴿وَانْظُرْ إِلَى إِلَهِكَ الَّذِي ظَلْتَ عَلَيْهِ عَاكِفًا﴾ (٢) يعني بزعمك وعلى ظنك.
وقيل معناه: يفعلون في دين الله -عز وجل- ما هو خداع فيما بينهم (٣).
وقيل معناه: يخادعون رسول الله - صَلَّى الله عليه وسلم -، قاله الحسن (٤)، كقوله -عز وجل-: ﴿فَلَمَّا آسَفُونَا انْتَقَمْنَا مِنْهُمْ﴾ (٥) أي: آسفوا وليَّنا (٦)، وقوله: ﴿إِنَّ الَّذِينَ يُؤْذُونَ اللَّهَ﴾ (٧) أي: أولياء الله (٨)، لأنَّ الله لا يُؤذى ولا يُخادع، فبيّن الله -عز وجل- أنّ من آذى نبيًّا من أنبيائه أو وليًّا من أوليائه فقد (٩) استحقّ العقوبة، كما لو (١٠) آذى الله وخادعه، يدلُّ عليه الخبر

(١) "بحر العلوم" للسمرقندي ١/ ٩٤، "الكفاية" للحيري (ص ٣٤)، "تفسير القرآن العظيم" للسمعاني ١/ ٣٩٧، "الكشاف" للزمخشري ١/ ٦٦، "الجامع لأحكام القرآن" للقرطبي ١/ ١٧٠، "تفسير القرآن العظيم" لابن كثير ١/ ٢٨٣.
(٢) طه: ٩٧.
(٣) "معالم التنزيل" للبغوي ١/ ٦٥، "زاد المسير" لابن الجوزي ١/ ٣١.
(٤) "الوسيط" للواحدي ١/ ٨٧، "البسيط" للواحدي ٢/ ٥٠٥، "معالم التنزيل" للبغوي ١/ ٦٥، "تفسير القرآن" للسمعاني ١/ ٣٩٧، "الكشاف" للزمخشري ١/ ٦٦، "زاد المسير" لابن الجوزي ١/ ٢٩، "المحرر الوجيز" لابن عطية ١/ ٩٠، "الجامع لأحكام القرآن" للقرطبي ١/ ١٧٠، "لباب التأويل" للخازن ١/ ٣٣، "تفسير الحسن البصري" ٢/ ٢١.
(٥) الزخرف: ٥٥.
(٦) في النسخ الأخرى: نبيّنا.
(٧) الأحزاب: ٥٧.
(٨) "البسيط" للواحدي ٢/ ٥٠٦.
(٩) ساقطة من (ج).
(١٠) ساقطة من (ت).


الصفحة التالية
Icon