أراد: الخبيث الذاعر (١).
وحُكي عن بعضهم أنَّه قال -في تضاعيف كلامه- وكلُّ ذلك حين ركبني شيطان، قيل له: (وأي الشياطين) (٢) ركبك؛ قال: الغضب.

= "الإحسان" ١٣/ ١٨٣ (٥٨٧٤) كتاب الحظر والإباحة، باب اللعب واللهو، من طريق حماد بن سلمة، عن محمَّد بن عمرو بن علقمة، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة - رضي الله عنه - أنَّ النبي - ﷺ - رأى رجلاً يتبع حمامة، فقال: "شيطان يتبع شيطانة".
وإسناده حسن.
وأخرجه أبو نعيم في "ذكر أخبار أصبهان" ٢/ ٧٧ من طريق محمَّد بن أبي ذئب، عن محمَّد بن عمرو به.
وأخرجه ابن ماجه (٣٧٦٤) من حديث عائشة أنَّ النبي - ﷺ - نظر إلى إنسان يتبع طائراً، فقال: "شيطان يتبع شيطاناً".
قال البوصيري في "الزوائد": إسناده صحيح، رجاله ثقات.
وأخرجه ابن ماجه أيضاً برقم (٣٧٦٦) من حديث عثمان بن عفان أنَّ رسول الله - ﷺ - رأى رجلاً وراء حمامة فقال: "شيطان يتبع شيطانة".
قال البوصيري في "الزوائد": رجال الإسناد ثقات، غير أنَّه منقطع.
وحسَّن الحديث الألباني في "صحيح سنن ابن ماجه" ٢/ ٣١١.
قال ابن حبَّان: اللاعب بالحمام لا يتعدى لعبه من أن يتعقَّبه بما يكره الله جل وعلا والمرتكب لما يكره الله عاصٍ، والعاصي يجوز أن يقال له: شيطان، وإن كان من أولاد آدم. قال الله تعالى ﴿شَيَاطِينَ الْإِنْسِ وَالْجِنِّ﴾ فسمى العصاة منهما شياطين، وإطلاقه - ﷺ - اسم شيطان على الحمامة للمجاورة، ولأن الفعل من العاصي بلعبها تعدَّاه إليها.
(١) قال ابن الأثير عند حديث "لا يزال الشيطان ذاعراً من المؤمن"، أي: ذا ذُعْر وخوف، أو هو فاعل بمعنى مفعول: أي: مذعور. "النهاية" ٢/ ١٦١.
وانظر "لسان العرب" لابن منظور ٥/ ٤٣.
(٢) في (ف): فأي الشياطين. في (ت): وأي شيطان.


الصفحة التالية
Icon