﴿مِنَ السَّمَاءِ﴾ والسماء كلّ ما علاك، فأظلّك، وأصله: (سَماوٌ) لأنه من سما يسمو، فقلبت الواو همزة؛ لأنَّ الألف لا تخلو من مدة، فتلك المدة كالحركة، وهو من أسماء الأجناس، يكون واحداً وجمعاً، قال الله -عز وجل-: ﴿ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ﴾ ثمَّ قال: ﴿فَسَوَّاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ﴾ (١).
وقيل: هو جمع واحدتها: سَمَاوَةٌ، والسموات جمع الجمع (٢).
قال العجاج:
سَماوَةَ الهِلالِ حتى احقَوْقفا (٣)
وقوله: ﴿فِيهِ﴾ أي: في الصيّب، وقيل: في الليل، كناية عن غير مذكور، وقيل: في السماء؛ لأنَّ المراد بالسماء السحاب، وقيل: هو

(١) البقرة: ٢٩.
(٢) "معالم التنزيل" للبغوي ١/ ٦٩، "مفردات ألفاظ القرآن" للراغب الأصبهاني (ص ٤٢٧)، "البحر المحيط" لأبي حيان ١/ ٣١٨، "لسان العرب" لابن منظور ٦/ ٣٧٨، ٣٧٩، ٣٨٠ (سما)، "الدر المصون" للسمين الحلبي ١/ ١٧٠.
(٣) وصدر البيت:
طَيُّ الليالي زُلَفاً فَزُلَفَا...
وفي نسخة (ت) ذكر هذا الصدر عجزاً، والعكس. والبيت في "ديوان العجاج" (ص ٣٧٤)، وفي "مفردات ألفاظ القرآن" للراغب الأصبهاني (ص ٤٢٧)، "البحر المحيط" لأبي حيان ١/ ١٣٨، "لسان العرب" لابن منظور ٦/ ٣٨٠، "عمدة الحفاظ" للسمين الحلبي ٢/ ٢٢٦. وقوله: زُلفاً فزُلفاً: أي: درجة فدرجة. والسماوة: الشَّخْص، شخص كلِّ شيء. واحقوقف: اعوجَّ، يريد: مثل طيِّ الليالي، سماوةَ الهلال، وهي أعلاه.


الصفحة التالية
Icon