يَسْتَحْيِي} (١)

(١) تعددت الروايات في سبب نزول الآية، وفيمن نزلت:
أ- فقد أخرج الطبري في "جامع البيان" ١/ ١٧٧ - ١٧٨ بسنده عن السدي، عن أبي مالك وعن أبي صالح، عن ابن عباس، وعن مرة عن ابن مسعود، وعن ناس من أصحاب النبي - ﷺ -: لما ضرب الله هذين المثلين -يعني: قوله: ﴿مَثَلُهُمْ كَمَثَلِ الَّذِي اسْتَوْقَدَ نَارًا﴾ وقوله: ﴿أَوْ كَصَيِّبٍ مِنَ السَّمَاءِ﴾ الآيات الثلاث- قال المنافقون: الله أعلى وأجل من أن يضرب هذِه الأمثال، فأنزل الله ﴿إِنَّ اللَّهَ لَا يَسْتَحْيِي أَنْ يَضْرِبَ مَثَلًا مَا بَعُوضَةً﴾ إلى قوله: ﴿أُولَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ﴾.
وذكر الواحدي في "أسباب النزول" (ص ٢٦) رواية أبي صالح عن ابن عباس.
ب- وأخرج الواحدي في "أسباب النزول" (ص ٢٧) بسنده عن عبد الغني بن سعيد، عن موسى بن عبد الرحمن، عن ابن جريج، عن عطاء، عن ابن عباس في قوله تعالى ﴿إِنَّ اللَّهَ لَا يَسْتَحْيِي أَنْ يَضْرِبَ مَثَلًا مَا﴾ قال: وذلك أن الله ذكر آلهة المشركين فقال: ﴿وَإِنْ يَسْلُبْهُمُ الذُّبَابُ شَيْئًا﴾ وذكر كيد الآلهة فجعله كبيت العنكبوت، فقالوا: أرأيت حيث ذكر الله الذباب والعنكبوت فيما أنزل من القرآن على محمَّد، أي شيء يصنع بهذا؟ ! فأنزل الله هذِه الآية.
وذكره ابن حجر في "العجاب في بيان الأسباب" ١/ ٢٤٥ عن الواحدي ووهَّاه لوهاء عبد الغني بن سعيد الثقفي. وقد سبق الكلام عن ضعف تفسيره عند الإسناد رقم (٤).
وذكره السيوطي في "لباب النقول" (ص ١١) وقال: عبد الغني واه جدًّا. وذكره -كذلك- في "الدر المنثور" ١/ ٨٨ ونسبه إلى عبد الغني الثقفي في "تفسيره" والواحدي.
جـ - وأخرج عبد الرزاق في "تفسير القرآن" ١/ ٤١ عن معمر، عن قتادة قال: لما ذكر الله العنكبوت والذباب، قال المشركون: ما بال العنكبوت والذباب يذكران؟ ! فأنزل الله: ﴿إِنَّ اللَّهَ لَا يَسْتَحْيِي أَنْ يَضْرِبَ مَثَلًا مَا بَعُوضَةً فَمَا فَوْقَهَا﴾. ومن طريق عبد الرزاق أخرجه ابن أبي حاتم في "تفسير القرآن العظيم" ١/ ٩٣، =


الصفحة التالية
Icon