وقال الأخفش: إنّما أقسم الله تعالى بالحروف المعجمة لشرفها ولفضلها (١) ولأنها مباني كتبه المنزَّلة بالألسنة المختلفة، ومباني أسمائه (٢) الحسنى وصفاته العلى، وأصول كلام الأمم، بها يتعارفون، ويذكرون الله -عز وجل- ويوحدونه، فكأنه أقسم بهذِه الحروف أنَّ (٣) القرآن كلامه وكتابه لا ريب فيه (٤).
وقال ثعلب: هي للتنبيه والاستئناف، لِيُعلم أنّ الكلام الأول قد انقطع، كقولك: ألا إنّ زيدًا ذاهبٌ (٥).
وأحسن الأقاويل فيها وأمتنها (٦) أنّها إظهارٌ لإعجاز القرآن (٧)

(١) في (ج): وفضلها.
(٢) في (ف): لأسمائه.
(٣) في (ف): لأنَّ.
(٤) "معالم التنزيل" للبغوي ١/ ٥٩، "مفاتيح الغيب" للرازي ٢/ ٧، "البحر المحيط" لأبي حيان ١/ ١٥٧.
(٥) "مفاتيح الغيب" للرزاي ٧/ ٢، "البحر المحيط" لأبي حيان ١/ ١٥٦.
(٦) في (ف): وأثبتها.
(٧) ما ذهب إليه المصنف رحمه الله أخذ به جمعٌ من الأئمة والعلماء، حيث حكاه الرازي في "مفاتيح الغيب" عن المبرد، وجمع من المحققين، وحكى القرطبي عن الفراء وقطرب نحوه، وقرر هذا المذهب الزمخشري في "كشافه" ونصره أتم نصر، وإليه ذهب العلامة أبو العباس ابن تيمية، والحافظ أبو الحجاج المزي، حكاه عنهما ابن كثير، وهو القول الصحيح.
انظر: "الكشاف" للزمخشري ١/ ٣٧، "مفاتيح الغيب" للرازي ٢/ ٦، "الجامع لأحكام القرآن" للقرطبي ١/ ١٣٤، "تفسير القرآن العظيم" لابن كثير ١/ ٢٥٦.


الصفحة التالية
Icon