وقالت الحكماء: الصبر رؤية العدل، والشكر رؤية الفضل.
وقال مجاهد: الصبر في هذِه الآية: الصوم (١).
(وقيل: الواو -هاهنا- بمعنى: على، تقديره: استعينوا فيما ينوبكم بالصبر على الصلاة) (٢) كقوله تعالى: ﴿وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلَاةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا﴾ (٣).
ويروى أن (٤) ابن عباس - رضي الله عنه - نعي (٥) إليه بنت له في سفر، فاسترجع، ثم قال: عورة سترها الله، ومؤونة كفاها الله، وأجر ساقه الله. ثم نزل فصلى ركعتين ثم قال: صنعنا ما أمرنا الله -عزَّ وجلَّ- ﴿وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ﴾ (٦).

(١) أخرجه ابن أبي حاتم في "تفسير القرآن العظيم" ١/ ١٥٤ (٤٨٤) بإسناد صحيح. وذكره الواحدي في "البسيط" ٢/ ٨٢٧، وفي "الوسيط" ١/ ١٣١، والبغوي في "معالم التنزيل" ١/ ٨٩، وابن كثير في "تفسير القرآن العظيم" ١/ ٣٨٧.
(٢) ما بين القوسين زيادة من (ج)، (ش)، (ت).
(٣) طه: ١٣٢.
انظر: "معالم التنزيل" للبغوي ١/ ٨٩، "البحر المحيط" لأبي حيان ١/ ٣٤٠.
(٤) في (ت): عن.
(٥) في (ت): نُعيت.
(٦) ذكر هذِه القصة القرطبي في "الجامع لأحكام القرآن" ١/ ٣١٧ قال:.. روي أنَّ عبد الله بن عباس نُعي له أخوه قُثَم، وقيل: بنت له... ثم ذكر القصة بمثل ما أوردها المصنف.
وأخرجه سعيد بن منصور في "سننه" ٢/ ٥٥٩ (١٨٩، ٢٣٢)، والبخاري في "التاريخ الكبير" ٣/ ١٥٦، والحاكم في "المستدرك" ٢/ ٢٦٩. وقال: هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه. ووافقه الذهبي. =


الصفحة التالية
Icon