شيئًا من الشدائد والمكاره. وأنشد
ويومًا شَهِدْناهُ سُليمًا وعامرا
أي: شهدنا فيه (١).
وقيل: معناه لا تغني نفسٌ مؤمنة ولا كافرة عن نفس كافرة شيئًا. ﴿وَلَا يُقْبَلُ مِنْهَا شَفَاعَةٌ﴾ إذا كانت كافرة، قرأ أهل مكة والبصرة بالتاء لتأنيث الشفاعة، وقرأ الباقون بالياء لتقديم الفعل (٢)، وقرأ قتادة: (ولا يقبل منها شفاعة) مفتوحة (٣) ونصب الشفاعة، أي: لا يَقبلُ الله ﴿وَلَا يُؤْخَذُ مِنْهَا عَدْلٌ﴾: فداء كما كانوا يأخذون في الدنيا، وسمي الفداء: عدلًا؛ لأنه يعادل المفدى ويماثله، قال الله تعالى: ﴿أَوْ عَدْلُ ذَلِكَ صِيَامًا﴾ (٤).
﴿وَلَا هُمْ يُنْصَرُونَ﴾: يُمنعُون (٥) من عذاب الله. قال الزجاج: كانت

= ليجزئ): أي يكفي.
(١) عجز البيت: قليلًا سوى الطّعنِ النِّهال نوافلُه. و (الطعن النهال): هو الدَّامي.
والبيت لرجل من بني عامر، وسُليم وعامر: قبيلتان من قيس بن عيلان.
"معاني القرآن" للزجاج ١/ ١٢٨.
(٢) قرأ ابن كثير وأبو عمرو بالتاء، وقرأ ابن عامر وحمزة والكسائي ونافع بالياء.
"السبعة" لابن مجاهد (ص ١٥٤)، "الحجة" للفارسي ٢/ ٤٣، "الكشف عن وجوه القراءات السبع" لمكي ١/ ٢٣٨.
(٣) في (ج)، (ت): (بياء مفتوحة)، وفي (ش): (مفتوحة الياء).
"مختصر في شواذ القرآن" لابن خالويه (ص ٥)، "الكشاف" للزمخشري ١/ ١٣٩.
(٤) المائدة: ٩٥.
(٥) في (ش): لا يُمنَعون.


الصفحة التالية
Icon