ودليل هذا التأويل: قوله عز وجل: ﴿ثُمَّ آتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ تَمَامًا عَلَى الَّذِي أَحْسَنَ وَتَفْصِيلًا لِكُلِّ شَيْءٍ﴾ (١).
وقال قطرب: أراد به القرآن. وفي الآية إضمار معناه: وإذ آتينا موسى الكتاب ومحمدًا الفرقان، لعلكم تهتدون بهذين الكتابين، فترك أحد الاسمين (٢)، كقول الشَّاعر:

تراه كأنَّ الله يجدعُ أنفَه وعينيه إنْ مولاه ثاب له وفْرُ (٣)
أراد: ويفقأ عينيه.
وقال ابن عباس: أراد بالفرقان النصر على الأعداء، نصرَ الله عز وجل
= قال محمود شاكر في تحقيقه لـ "جامع البيان" للطبري ٣/ ٣٥٣: لم أعرف قائله. و (القرم): الفحل المكرم الذي لا يُحمَل عليه، ويسمى السيد من النَّاس قرمًا. والشاهد: أنَّه عطف ابن الهمام، وليث الكتيبة على الملك القرم ولم يرد إلا شخصًا واحدًا.
(١) الأنعام: ١٥٤.
(٢) ذكره الزجاج في "معاني القرآن" ١/ ١٣٤، والنحاس في "إعراب القرآن" ١/ ٢٢٥، والواحدي في "البسيط" ٢/ ٩٠٥، وابن عطية في "المحرر الوجيز" ١/ ١٤٤، وابن الجوزي في "زاد المسير" ١/ ٨١، وأبو حيان في "البحر المحيط" ١/ ٣٦٠.
وضعَّف النحاس وابن عطية هذا القول، وصححه الواحدي من وجه آخر.
(٣) انظر "الخصائص" لابن جنِّي ٢/ ٤٣١، "الإنصاف" لابن الأنباري ٢/ ٥١٥، "البسيط" للواحدي ٢/ ٩٠٥، "لسان العرب" لابن منظور ٢/ ٢٠٨ (جدع). و (الوفر): المال الكبير الوافر.
والبيت ينسبه بعضهم إلى الزبرقان بن بدر، وبعضهم ينسبه إلى خالد بن الطيفان.


الصفحة التالية
Icon