فيجدونه مخالفًا لصفته (١)، فيكذبونه. قال الله عزَّ وجلَّ: ﴿فَوَيْلٌ لَهُمْ مِمَّا كَتَبَتْ أَيْدِيهِمْ﴾ من تغيير نعت محمد - ﷺ - ﴿وَوَيْلٌ لَهُمْ مِمَّا يَكْسِبُونَ﴾ من المآكل (٢)، ولفظة الأيدي للتأكيد، كقولهم مشيت برجلي، ورأيت بعيني، قال الله عزَّ وجلَّ: ﴿وَلَا طَائِرٍ يَطِيرُ بِجَنَاحَيْهِ﴾ (٣).
قال الشاعر:
نظرتَ فلم تنظُرْ بعينيك منْظَرا (٤)
وقال أبو مالك: نزلت هذِه الآية في الكاتب الذي كان يكتب لرسول الله - ﷺ - فيغيِّر ما يملى عليه (٥).
وهو ما:

(١) في (ج): لصفة محمد.
(٢) "جامع البيان" للطبري ١/ ٣٧٩، "تفسير القرآن العظيم" لابن أبي حاتم ١/ ٢٤٤ - ٢٤٧، "بحر العلوم" للسمرقندي ١/ ١٣٢، "أسباب النزول" للواحدي (ص ٢٩)، "معالم التنزيل" للبغوي ١/ ١١٦، "المحرر الوجيز" لابن عطية ١/ ١٧٠، "الجامع لأحكام القرآن" للقرطبي ٢/ ٩، "لباب التأويل" للخازن ١/ ٧٧.
(٣) الأنعام: ٣٨.
وانظر: "الجامع لأحكام القرآن" للقرطبي ٢/ ٨، "الدر المصون" للسمين الحلبي ١/ ٤٥١، "البحر المحيط" لأبي حيان ١/ ٤٤٤.
(٤) هذا عجز بيت لامرئ القيس في "ديوانه" (ص ٦٢).
وانظر: "المخصَّص" لابن سيده ١/ ١١٤، "البحر المحيط" لأبي حيان ١/ ٤٤٤.
وصدر البيت:
فلمَّا بدَتْ حَوْرانُ والآلُ دوُنَها
والشاهد أنه أضاف النظر إلى العينين رغم أنه لا يكون إلا بها، وذلك للتأكيد.
(٥) ذكره أبو حيان في "البحر المحيط" ١/ ٤٤٣.


الصفحة التالية
Icon