(تَظَّاهَرون) بتشديد الظاء، واختاره أبو حاتم، ومعناه: تتظاهرون، فأدغم التاء في الظاء، مثل ﴿اثَّاقَلْتُمْ﴾ (١) ﴿ادَّارَكُوا﴾ (٢).
وقرأ عاصم والأعمش وحمزة وطلحة والحسن وأبو عبد الرحمن وأبو رجاء والكسائي: ﴿تَظَاهَرُونَ﴾ بتخفيف الظاء، واختاره أبو عبيد.
ووجه هذِه القراءة: أنَّهم حذفوا تاء التفاعل، وأبقوا تاء الخطاب، كقوله تعالى: ﴿وَلَا تَعَاوَنُوا﴾ (٣) ﴿مَا لَكُمْ لَا تَنَاصَرُونَ (٢٥)﴾ (٤). وقال الشاعر:
تعاطَسُون جميعًا حول حِلَّتكم... فكُلكُم يا بني حمَّان مزكُومُ (٥)
وقرأ [مجاهد] (٦) وقتادة: (تَظَهَّرُون) مشدَّدة بغير ألف، أي:

(١) التوبة: ٣٨.
(٢) الأعراف: ٣٨.
(٣) المائدة: ٢.
(٤) الصافات: ٢٥.
وانظر: "الحجة" للفارسي ٢/ ١٣١، "الكشف عن وجوه القراءات السبع" لمكي ١/ ٢٥٠، "الحجة" لابن زنجلة (ص ١٠٤)، "الحجة" لابن خالويه (ص ٨٤).
(٥) في النسخ الأخرى: (دراكُمُ) بدل (حلتكم)، وفي (ش): (حمدان) بدل (حمَّان)، وهكذا ورد البيت -غير منسوب- في "البحر المحيط" لأبي حيان ١/ ٤٥٩، "الدر المصون" للسمين الحلبي ١/ ٤٧٩، والشاهد فيه قوله: (تعاطسون) يريد: تتعاطسون.
وانظر: "المعجم المفصَّل في شواهد اللغة العربية" ٧/ ٢٢٠.
(٦) في (س)، (ش)، (ف): ابن مجاهد، وفي (ج): أبي ومجاهد وقتادة، والمثبت =


الصفحة التالية
Icon