كقول الشاعر:
ومَنْهَلٍ ذُبَابه في غَيْطَلِ... يقُلْنَ للرَّائدِ أعْشَبْتَ انْزِلِ (١)
قوله عزَّ وجلَّ: ﴿وَأُشْرِبُوا فِي قُلُوبِهِمُ الْعِجْلَ﴾ أي: حُبَّ العجل، كقوله عزَّ وجلَّ: ﴿وَاسْأَلِ الْقَرْيَةَ﴾ (٢). وقال النابغة:
وكيف يُواصَل (٣) من أصبحتْ... خلالتُه كأبي مرْحبِ (٤)
أي: كخلالة أبي مرحب.
ومعناه: أدخِل في قلوبهم حبُّ العِجل وخالطها ذلك كإشراب اللون لشدة الملازمة.

= ونطقوا بذلك مبالغة في التعنت والعصيان، ويؤيده قول ابن عباس: كانوا إذا نظروا إلى الجبل قالوا: سمعنا وأطعنا، وإذا نظروا إلى الكتاب قالوا: سمعنا وعصينا. وهذا القول أحسن، لأنه لا يصار إلى التأويل مع إمكان حمل الشيء على ظاهره، لا سيما إذا لم يقم دليل على خلافه.
انظر: "البحر المحيط" لأبي حيان ١/ ٤٧٦.
(١) لم أجده.
(٢) يوسف: ٨٢.
(٣) في (ش): نواصل.
(٤) "ديوان النابغة الجعدي" (ص ٣٩)، "معاني القرآن" للزجاج ١/ ٩٣، ١٧٥، "لسان العرب" لابن منظور ٤/ ٢٠٢ مادة (خلل)، ٥/ ١٦٧ مادة (حب). قال ابن منظور: وأبو مرحب: كنية الظل، ويقال: هو كنية عرقوب الذي قيل عنه: مواعيد عرقوب.


الصفحة التالية
Icon