فأرِيدوه واسألوه، لأنَّ من علم أنَّ الجنة مآبه (١) حنَّ إليها، ولا سبيل إلى دخولها إلا بعد الموت، فاستعجلوه بالتمنِّي ﴿إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ﴾ في قولكم، محقين في دعواكم، وقيل: في قوله: ﴿فَتَمَنَّوُا الْمَوْتَ﴾ أي: ادعوا (٢) على الفرقة الكاذبة.
فروى ابن عباس عن رسول الله - ﷺ - أنه (٣) قال: "لو تمنَّوا الموت لغصَّ كل إنسان منهم بريقه، وما بقي على وجه الأرض يهودي إلا مات" (٤).

(١) في (ش): مآله.
(٢) بعدها في (ج)، (ش): بالموت.
(٣) من (ج).
(٤) أخرج البيهقي في "دلائل النبوة" ٦/ ٢٧٤ باب ما جاء في قول الله عزَّ وجلَّ ﴿قُلْ إِنْ كَانَتْ لَكُمُ الدَّارُ الْآخِرَةُ عِنْدَ اللَّهِ خَالِصَةً مِنْ دُونِ النَّاسِ فَتَمَنَّوُا الْمَوْتَ﴾ من طريق الكلبي، عن أبي صالح، عن ابن عباس مرفوعًا، وفيه: "لا يقولها رجل منكم إلا غص بريقه فمات مكانه.. ". وسبق الكلام حول رواية الكلبي عن أبي صالح وأنها واهية. وأخرج أحمد في "المسند" ١/ ٢٤٨ (٢٢٢٥)، وأبو يعلى في "المسند" ٤/ ٤٧١ - ٤٧٢ (٢٦٠٤)، والطبري في "جامع البيان" ٢/ ٤٢٥ من طريق عبد الكريم الجزري، عن عكرمة، عن ابن عباس قال: قال أبو جهل: لئن رأيت محمدًا عند الكعبة لأتيته حتى أطأ على عنقه. قال: فقال رسول الله - ﷺ -: "لو فعل لأخذته الملائكة عيانًا، ولو أنَّ اليهود تمنوا الموت لماتوا، ورأوا مقاعدهم من النار، ولو خرج الذين يباهلون رسول الله - ﷺ - لرجعوا لا يجدون أهلًا ولا مالًا". وذكره الهيثمي في "مجمع الزوائد" ٨/ ٢٢٨ وقال: في الصحيح طرف من أوله، رواه أحمد وأبو يعلى، ورجال أبي يعلى رجال الصحيح. وذكره أيضًا في ٦/ ٣١٤ وقال: قلت: هو في الصحيح بغير سياق، رواه البزار ورجاله رجال الصحيح. =


الصفحة التالية
Icon