عُذرَ سليمان على لسانه وأظهر براءته ممَّا رُمي به فقال: ﴿وَاتَّبَعُوا مَا تَتْلُو الشَّيَاطِينُ﴾ الآية، هذا قول الكلبي (١).
وقال السدي: كانت الشياطين تصعد إلى السماء فتقعُد منها مقاعد للسمع، فيسمعون (٢) كلام الملائكة فيما يكون في الأرض من موت أو غيره، فيأتون الكهنة ويخلطون بما سمعوا كذِبًا وزورًا في كل كلمة سبعين كذبة، ويخبرونهم بذلك، فاكتتب الناس ذلك، وفشا في بني إسرائيل أنَّ الجنَّ تعلم الغيب، فبَعث سليمان عليه السلام في الناس، وجَمع تلك الكتب وجعلها في صندوق ودفنها تحت كرسيه وقال: لا أسمع أحدًا يقول: إنَّ (الشياطين تعلم) (٣) الغيب إلا ضربتُ عنقه، فلما مات سليمان ضل الناس (٤) وذهب العلماء الذين كانوا يعرفون أمر سليمان ودفنَه الكتب، وخلف من بعدهم خلْفٌ، تمثَّل شيطان على صورة إنسان، فأتى نفرًا من بني إسرائيل وقال:
وانظر: "عرائس المجالس" للمصنف (ص ٤٣)، "أسباب النزول" للواحدي (ص ٣٥)، "معالم التنزيل" للبغوي ١/ ١٢٧ - ١٢٨، "تفسير القرآن العظيم" لابن كثير ١/ ٥١٤، "الدر المنثور" للسيوطي ١/ ١٨٢.
(٢) في (ج)، (ش): فيستمعون.
(٣) في (ج): الشيطان يعلم، وفي (ت): يعلمون.
(٤) من (ت).