وقال عمر بن عبد العزيز: ليس التقوى صيام النهار وقيام الليل والتخليط فيما بين ذلك، ولكن التقوى ترك (١) ما حرم الله وأداء ما افترض الله، فما رُزق بعد ذلك فهو خير إلى خير (٢).
وقيل لطلق بن حبيب (٣): أجمل لنا التقوى. فقال: التقوى عملٌ بطاعة الله على نور من الله؛ رجاء ثواب الله، والتقوى ترك معصية الله على نور من الله؛ مخافة عقاب (٤) الله (٥).

(١) في (ف): اجتناب.
(٢) ذكره السيوطي في "الدر المنثور" ١/ ٥٨ ونسبه لابن أبي الدنيا. وذكر جزءًا منه البغوي في "معالم التنزيل" ١/ ٦٠.
(٣) طلق بن حبيب العنَزِي، بصري زاهد كبير، من العلماء العاملين. قال ابن الأعرابي: كان يقال: فقه الحسن، وورع ابن سيرين، وحلم مسلم بن يسار، وعبادة طلق. وكان طلق يتكلم على الناس ويعظ، وكان طيب الصوت بالقرآن.. ، توفي قبل المائة.
"حلية الأولياء" لأبي نعيم ٣/ ٧٥، "سير أعلام النبلاء" للذهبي ٤/ ٦٠١.
(٤) في (ش): عذاب.
(٥) أخرجه ابن أبي شيبة في "المصنف" ١٢/ ٣٥١ (٣٦١٦٩) كتاب الزهد، وأبو نعيم في "حلية الأولياء" ٣/ ٧٥ (٣٢٢٠) من طريق عاصم الأحول، عن بكر بن عبد الله. وذكره السيوطي في "الدر المنثور" ١/ ٥٧، ونسبه لابن أبي شيبة، وابن أبي الدنيا، وابن أبي حاتم. وذكره الذهبي في "سير أعلام النبلاء" ٤/ ٦٠١ عن عاصم الأحول عن بكر المزني قال: لما كانت فتنة ابن الأشعث قال طلق بن حبيب: اتقوها بالتقوى. فقيل له: صف لنا التقوى، فقال:.. فذكره.
قال الذهبي -عقبه- قلتُ: أبدع وأوجز، فلا تقوى إلا بعمل، ولا عمل إلا بنزوٍّ من العلم والاتباع. ولا ينفع ذلك إلا بالإخلاص لله.. ، ثم قال: فمن داوم على هذِه الوصية فقد فاز.


الصفحة التالية
Icon