الأنصاري" قال: فتقدم رسول الله - ﷺ - بين أيدينا، فاستأذن وسلّم عليهم ثلاث مرات، وأم الهيثم (١) تسمع الكلام من رواء الباب، وتريد أن يزيدهم رسول الله - ﷺ - من السلام، فلما أراد رسول الله - ﷺ - أن ينصرف خرجت أم الهيثم تسعى خلفهم، فقالت: يا رسول الله، لقد سمعت تسليمك لكني (٢) أردت أن تزيدنا من سلامك، فقال لها رسول الله - ﷺ -: "أين أبو الهيثم" قالت: يا رسول الله، هو قريب، ذهب يستعذب لنا الماء، ادخلوا فإنه يأتي الساعة إن شاء الله، وبسطت لهم بساطًا تحت شجرة، حتى جاء أبو الهيثم ففرح بهم أبو الهيثم، وقرت عينه، وصعد أبو الهيثم على نخلة يصرم لهم عذقًا (٣)، فقال له رسول الله - ﷺ -: "حسبك يا أبا الهيثم"، قال: يا رسول الله تأكلون من بسره ومن رطبه ومن تذنوبه (٤). ثم أتاهم فشربوا عليه ماءً (٥). فقال رسول الله - ﷺ -: "هذا من النعيم الذي تسألون عنه" (٦). ثم قام أبو الهيثم إلى شاة

(١) لم أجد من ذكرها.
(٢) ساقط من الأصل، والمثبت من (ب)، (ج).
(٣) العذق بالكسر العرجون بما فيه من الشماريخ، ويجمع على عذاق.
انظر: "النهاية في غريب الحديث والأثر" لابن الأثير ٣/ ١٩٩.
(٤) التذنوب: أي الذي بدأ فيه الإرطاب من قبل ذنبه.
انظر: "النهاية في غريب الحديث والأثر" لابن الأثير ٢/ ١٧٠.
(٥) في (ب)، (ج): ثم أتاهم بماء فشربوا عليه.
(٦) في (ب)، (ج): يسألون عنه.


الصفحة التالية
Icon