[٣٥٥١] أخبرنا عبد الله بن حامد (١)، أخبرنا أحمد بن عبد الله (٢)، حدثنا محمد بن عبد الله (٣)، حدثنا أحمد بن جوّاس (٤)، حدثنا

= تابع للقول الثاني. والراجح والله أعلم هو القول الثاني، قول الحسن، ومجاهد، وقتادة، وأبي العالية، ورجحه ابن كثير رحمه الله في "تفسير القرآن العظيم" ١٤/ ٣٩٥ بقوله: ولو كان هذا هو المراد يعني: أرذل العمر، لما حسن استثناء المؤمنين من ذلك؛ لأن الهرم قد يصيب بعضهم، وإنما المراد ما ذكرناه. أي: إلى النار.
ورجحه ابن القيم رحمه الله من عشرة أوجه. أذكر منها ما يلي:
١ - أن أرذل العمر لا يسمى أسفل سافلين لا في لغة ولا عرف.
٢ - أن المردودين إلى أسفل العمر بالنسبة إلى نوع الإنسان قليل جدًّا، فأكثرهم يموت ولا يرد إلى أرذل العمر.
٣ - أنَّه سبحانه ذكر حال الإنسان في مبدأه ومعاده، فمبدؤه خلقه في أحسن تقويم، ومعاده رده إلى أسفل سافلين، أو إلى أجر غير ممنون.
٤ - أن نظير هذِه الآية قوله تعالى: ﴿فَبَشِّرْهُمْ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ * إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَهُمْ أَجْرٌ غَيْرُ مَمْنُونٍ (٢٥)﴾ [الانشقاق: ٢٤، ٢٥] فالعذاب الأليم هو أسفل سافلين، والمستثنون هنا هم المستثنون هناك، والأجر الممنون هناك هو المذكور هنا والله أعلم. "التبيان في أقسام القرآن" (ص ٣١ - ٣٣) بتصرف.
قلت: ويؤيده أيضًا ما أسنده المصنف عن علي بن أبي طالب - رضي الله عنه - الآتي.
(١) الماهاني الوزان الأصبهاني، لم يذكر بجرحٍ أو تعديل.
(٢) المزني، أبو محمد: الشيخ الجليل القدوة الحافظ.
(٣) الحضرَمي، ثقة حافظ.
(٤) في (ج): حراش وهو خطأ، وهو: أحمد بن جوَّاس بفتح الجيم وتشديد الواو آخره مهملة الحنفي، أبو عاصم، الكوفي. ثقة. مات سنة ثمان وثلاثين ومائتين، "الجرح والتعديل" لابن أبي حاتم ٢/ ٤٤، "تهذيب الكمال" للمزي ١/ ٢٨٥، "تقريب التهذيب" لابن حجر (٢١).


الصفحة التالية
Icon