أَرَضنا (١) بمعنى بلغت (٢)، ومعنى الآية أنها تأكل كل شيء منه، حتى تنتهي إلى فؤاده، قاله القرظي والكلبي (٣).
٨ - ﴿إِنَّهَا عَلَيْهِمْ مُؤْصَدَةٌ﴾ مطبقة مغلقة (٤).
٩ - ﴿فِي عَمَدٍ﴾
قرأ أهل الكوفة (إلَّا حفصًا) (٥) بضمتين، غيرهم بالنصب.
واختاره أبو حاتم (٦) لقوله: ﴿رَفَعَ السَّمَاوَاتِ بِغَيْرِ عَمَدٍ تَرَوْنَهَا﴾ (٧) وهما جمعان للعمود مثل أديم وأَدَم وأُدُم (٨)، وأَفَيق (٩) وأفَقَ

(١) في (ج): أرضًا.
(٢) انظر: "معاني القرآن" للفراء ٣/ ٢٩٠، "جامع البيان" للطبري ٣٠/ ٢٩٤، "معاني القرآن" للزجاج ٥/ ٣٦٢.
وقال ابن قتيبة في "تأويل مشكل القرآن" (ص ٤١٩): ﴿تَطَّلِعُ عَلَى الْأَفْئِدَةِ﴾ أي توفي عليها وتشرف، ويقال: طلع الجبل، واطلع عليه: إذا علا فوقه.
وخص الأفئدة لأن الألم إذا صار إلى الفؤاد مات صاحبه، فأخبرنا أنهمِ في حال من يموت وهم لا يموتون. وهو كما قال: ﴿فَإِنَّ لَهُ جَهَنَّمَ لَا يَمُوتُ فِيهَا وَلَا يَحْيَى﴾ [طه: ٧٤].
(٣) انظر: "معالم التنزيل" للبغوي ٨/ ٥٣٠، "الجامع لأحكام القرآن" ٢٠/ ١٨٥.
(٤) تقدم الكلام عليها في سورة البلد.
(٥) ما بين القوسين ساقط من الأصل، والمثبت من (ب)، (ج).
(٦) انظر: "المبسوط في القراءات العشر" لابن مهران الأصبهاني (ص ٤١٧)، "علل القراءات" للازهري ٢/ ٧٩٧، "التيسير" للداني (ص ١٨٢) ٤.
(٧) الرعد: ٢.
(٨) ساقط من الأصل، وأثبته من (ب)، (ج).
(٩) الأفيق الجلد الذي لم تتم دباغته، والجمع أَفَق مثل أديم وأَدَم وقال اللحياني: لا يقال في جمعه أفُقُ البتة، وإنما هو الأفَق بالفتح، فأفَيق على هذا له اسم جمع، =


الصفحة التالية
Icon