نفيل يشتد حتى أصعد في الجبل. وأرسل الله عز وجل طيرًا من البحر أمثال الخطاطيف (١) من كل طائر منها ثلاثة أحجار: حجران في رجليه، وحجر في منقاره، أمثال الحمص والعدس فلما غَشين (٢) القوم أرسلتها عليهم، فلم تصب تلك الحجارة أحدًا إلَّا هلك، وليس كل القوم أصابت وخرجوا هاربين يبتدرون الطريق الذي منه جاءوا ويسألون عن نفيل بن حبيب ليدلهم على الطريق إلى اليمن، فقال نفيل بن حبيب حين رأى من أنزل الله بهم من نقمته:
أين المفر والإله الطالب
والأشرم المغلوب غير (٣) الغالب
وقال نفيل أيضًا في ذلك:
ألا حُيّيت عنا يا رُدينا
نعمناكم مع الإصباح عينا
رُدينةُ لو رأيتِ ولن (٤) تَرْيه
لدى جنب المحصَّب ما رأينا
إذًا لعذرتني وحمِدتِ أمري
ولم تأسي على ما فات بينا

(١) زاد في (ج) والبلسان.
(٢) في (ب)، (ج): غشيت.
(٣) في (ج): ليس. قال ابن هشام في "السيرة النبوية" ١/ ٣٧: قوله ليس الغالب عن غير ابن إسحاق.
(٤) في (ج): ولا.


الصفحة التالية
Icon