﴿بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ﴾
قوله عز وجل: ﴿إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ (١)﴾
قال ابن عباس: نزلت هذِه السورة في العاص بن وائل بن هشام بن سعد بن سلم وذلك أنه رأى رسول الله - ﷺ - يخرج من المسجد وهو يدخل فالتقيا عند باب بني سهم وتحدثا وأناس من صناديد قريش في المسجد جلوس فلما دخل العاص قالوا له: من الذي كنت تحدث قال: ذاك الأبتر. يعني النبي - ﷺ - وكان قبل ذلك قد توفي (١) عبد الله بن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكان من خديجة، وكانوا يُسمُّون من ليس له ابن أبتر، فسمَّته قريش عند موت بنيه أبتر وصنبورًا فأنزل الله عز وجل: ﴿إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ (١)﴾ (٢).
قراءة العامة بالعين، وقرأ الحسن وطلحة بن مصرف: (أنطيناك) (٣)

(١) في (ب)، (ج): قد توفي قبل ذلك.
(٢) أخرجه الطبري في "جامع البيان" ٣٠/ ٣٢٩ مختصرا جدًّا، وذكره الواحدي في "أسباب النزول" (ص ٤٩٤)، وفي "الوسيط" ٤/ ٥٦٣، وذكره البغوي في "معالم التنزيل" ٨/ ٥٦٠، وابن الجوزي في "زاد المسير" ٩/ ٢٥٠.
ويشهد له ما أخرجه الطبري في "جامع البيان" ٣٠/ ٣٢٩ عن سعيد بن جبير وقتادة مرسلاً، وإسناده صحيح إليهما، وكذلك ما أخرجه الواحدي في "أسباب النزول" (ص ٤٩٤ - ٤٩٥)، عن يزيد بن رومان مرسلاً، وهذا هو القول الأول في سبب نزول السورة، وسيذكر المصنف بقية الأقوال في آخر السورة عند قول الله تعالى ﴿إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ الْأَبْتَرُ (٣)﴾ الكوثر: ٣.
(٣) ساقطة من (ج).


الصفحة التالية
Icon