الوَتير (١) -ماءً لهم بأسفل مكة-، فأصابوا منهم رجلًا وتجاوزوا (٢) واقتتلوا، ورفدت قريش بَني بكر بالسلاح، وقاتل معهم من قريش من قاتل بالليل مستخفيًا؛ حتى جاوزا (٣) خزاعة إلى الحرم، وكان ممن أعان من قريش بني بكر على خزاعة ليلتئذٍ بأنفسهم متنكرين: صفوانُ بن أمية وعكرمة بن أبي جهل، وسهيل بن عمرو مع عبيدهم، قالوا: فلما انتهوا إلى الحرم قالت بنو بكر: يا نوفل إنا دخلنا الحرم (٤) إلهك إلهك. فقال كلمة عظيمة: إنه لا إله لي اليوم (يا بني بكر) (٥) أصيبوا ثأركم فيه، فلعمري إنكم لتسرقون في الحرم أفلا تصيبون ثأركم فيه (٦). فلما دخلت خزاعة مكة؛ لجئوا إلى دار بُديل بن ورقاء الخزاعي ودار مولى لهم يقال له: رافع، فلما تظاهرت (بنو بكر و) (٧) قريش على خزاعة، وأصابوا منهم ما أصابوا، ونقضوا ما كان بينهم وبين رسول الله - ﷺ - من العهد (والميثاق) (٨) بما استحلوا من خزاعة، وكانوا في عقده (٩)، خرج

(١) الوتير: بفتح أوله وكسر ثانيه بعده ياء وراء مهملة، موضع في ديار خزاعة، وهو ما بين أدام إلى عرفة. انظر: "معجم ما استعجم" للبكري ١/ ١٢٦، ٤/ ١٣٦٨.
(٢) ساقطة من (ب)، وفي (ج): تحاوزوا، وهي كذلك في "السيرة النبوية" لابن هشام.
(٣) (ب)، (ج): حازوا.
(٤) في (ب)، (ج): في الحرم.
(٥) ساقط من الأصل، وأثبته من (ب)، (ج).
(٦) ساقط من الأصل، وأثبته من (ب)، (ج).
(٧) من (ج)، وهو كذلك في "السيرة النبوية" لابن هشام.
(٨) السابق.
(٩) في (ج): في عقده وعهده.


الصفحة التالية
Icon