الحق قبل والله أن يضرب عنقك. فتشهد (١).
فقال رسول الله - ﷺ - للعباس -حين تشهد أبو سفيان-: "انصرف يا عباس فاحتبسه عند خطم الجبل (٢) بمضيق الوادي حتَّى يمر عليه جنود الله" (٣). فقلت له: يا رسول الله، إن أبا سفيان رجل يحب الفخر، فاجعل له شيئًا يكون في قومه، فقال: "نعم، من دخل دار أبي سفيان فهو آمن، ومن دخل المسجد فهو آمن، ومن أغلق عليه بابه فهو آمن" (٤) فخرجت به (٥) حتَّى حبسته عند خطم الجبل بمضيق الوادي فمرت عليه القبائل، فيقول: من هؤلاء؟ فأقول: سليم (٦). فيقول: مالي ولسليم. فتمر بي (٧) قبيلة، فيقول: من هذِه؟ فأقول: أسلم (٨)، فيقول: مالي ولأسلم. وتمر جهينة، فيقول (من هؤلاء؟

(١) في (ج): فتشهد شهادة الحق وأسلم.
(٢) خطم الجبل هو الأنف النادر منه، ويروى حطم بالحاء المهملة ومعناه مضيق الجبل. انظر: "النهاية في غريب الحديث والأثر" لابن الأثير ١/ ٤٠٢.
(٣) رواه البخاري في كتاب المغازي، باب أين ركز النبي - ﷺ - الراية يوم الفتح (٤٢٨٠) من مرسل عروة بن الزبير.
(٤) رواه مسلم في الجهاد والسير، باب فتح مكة، من حديث أبي هريرة - رضي الله عنه - (١٧٨٠).
(٥) من (ب)، (ج).
(٦) سليم: قبيلة عظيمة من قيس عيلان، والنسبة إليهم سُلمي، وهم بنو سليم بن منصور ابن عكرمة بن حفصة بن قيس وهم أكثر قبائل قيس.
انظر: "لب اللباب" للسيوطي ٢/ ١٣٣، "نهاية الأرب" للقلقشندي (ص ٢٧١).
(٧) في (ب): به.
(٨) أسلم: بطن من خزاعة من القحطانية، وهم بنو أسلم بن قصي بن حارثة بن عمرو. انظر: "لب اللباب" للسيوطي ١/ ٥٨، "نهاية الأرب" للقلقشندي (ص ٤٩).


الصفحة التالية
Icon