عكرمة يحدث فيما يذكرون (١) أن الَّذي ردَّه إلى الإسلام بعد خروجه إلى اليمن، أنَّه كان يقول: أردتُ ركوب البحر لألحق بالحبشة، فلما أتيت لأركب السفينة، قال صاحبها: عبد الله (٢) لا تركب سفينتي حتَّى تُوحِّد الله وتخلع ما دونه من الأنداد، فإني أخشى أن لا تفعل أن نهلك فيها. قلت: وما يركبها أحد إلَّا قال هذا؟ ! قال: نعم، لا يركبها أحد إلَّا أخلص. قال: قلت: ففيما أفارق محمدًا فهذا هو الَّذي جاءنا به، فوالله إن إلهنا في البحر كإلهنا في البر، فعرفت الإسلام عند ذلك ودخل في نفسي (٣).
وأما عبد الله بن خطل فقتله سعيد بن حريث المخزومي وأبو برزة (٤) الأسلمي، اشتركا في دمه (٥)، وأما مقيس بن صبابة

= عمر الواقدي، متروك مع سعة علمه. "تقريب التهذيب" لابن حجر ٢/ ١١٧، ورواه الطبراني في "المعجم الكبير" ١٧/ ٣٧٢ (١٠٢٠) عن عروة مرسلًا.
(١) في (ج): يقولون.
(٢) في (ب)، (ج): يا عبد الله.
(٣) روى نحوه النسائي والطحاوي وأبو يعلى ضمن حديث قصة عبد الله بن سعد بن أبي سرح.
(٤) في (ج): أبو بردة وهو خطأ.
(٥) رواه النسائي والطحاوي وأبو يعلى ضمن حديث قصة عبد الله بن سعد بن أبي سرح، إلَّا أنَّه جعل بدلًا من أبي برزة عمار بن ياسر، وعند الإمام أحمد في في "المسند" ٥/ ٥٨٤ (١٩٣٠٣) أن قاتله أبو برزة. قال الهيثمي في "مجمع الزوائد" ٦/ ١٧٥: رجاله ثقات. وأشار إلى ذلك أبو داود في كتاب الجهاد، باب قتل الأسير ولا يعرض عليه الإسلام (٢٦٨٥)، وانظر الخلاف في قاتله والترجيح في "فتح الباري" لابن حجر ٤/ ٦٠ - ٦١.


الصفحة التالية
Icon