أصله وامرأته الحالة الحطب فلما ألقيت الألف نُصب الكلام، والثاني: على الذم والشتم (١)، كقوله: ﴿مَلْعُونِينَ﴾ (٢).
وروى ابن أبي الزِّناد عن أَبيه قال: كانت عامة العرب (٣) يقرؤون: حمالة بالنصب، وقرأ أبو قلابة: (وامرأته حاملة الحطب) على فاعلة (٤).
والحطب جمع واحدتها (٥) حطبة، وقال بعض أهل اللغة: الحطب ها هنا جمع الحاطب وهو الجاني المذنب (٦) (٧)، يعني أنها كانت تحملهم بالنميمة على معاداته ونظيره من الكلام راصد ورصد، وحارس وحرس، وطالب وطلب، وغايب وغيب، والعلة في تشبيههم النميمة بالحطب هي أن الحطب يوقد ويضرم كذلك النميمة (٨).

(١) انظر: "معاني القرآن" للفراء ٣/ ٢٩٨، "علل القراءات" للأزهري ٢/ ٥٠٨، "إعراب القرآن" للنحَّاس ٥/ ٣٠٦، "إعراب ثلاثين سورة من القرآن" لابن خالويه (ص ٢٢٥)، "معاني القرآن" للزجاج ٥/ ٣٧٥.
(٢) الأحزاب: ٦١.
(٣) في (ب)، (ج): قرأ العرب.
(٤) انظر: "مختصر في شواذ القرآن" لابن خالويه (ص ١٨٢)، "المحرر الوجيز" لابن عطية ٥/ ٥٣٥، "الجامع لأحكام القرآن" للقرطبي ٢٠/ ٢٤٠، "البحر المحيط" لأبي حيان ٨/ ٥٢٧، "شواذ القراءة" للكرماني (ص ٢٧٢)، "فتح القدير" للشوكاني ٥/ ٥١٢.
(٥) في (ج): واحده.
(٦) في (ب)، (ج): الجاني والمذنب.
(٧) انظر: "تهذيب اللغة" للأزهري ٤/ ٣٩٤، "لسان العرب" لابن منظور ١/ ٣٢٢.
(٨) انظر: "تأويل مشكل القرآن" لابن قتيبة (ص ١٦٠)، "لباب التأويل" للخازن ٤/ ٤٩٥، "البحر المحيط" لأبي حيان ٨/ ٥٢٨.


الصفحة التالية
Icon