القصة (١):
قال ابن عباس وعائشة دخل حديث بعضهما في بعض: كان غلام من اليهود يخدم رسول الله - ﷺ - فدبّت (٢) إليه اليهود، فلم يزالوا به حتى أخذ مشاطة (٣) رأس رسول الله - ﷺ -، وعدة أسنان من مشطه، فأعطاها اليهود، فسحروه فيها، وكان الذي تولى ذلك رجل منهم يقال له: لبيد ابن أعصم (٤)، ثم دسَّها في بئر بني زريق يقال لها: ذَروان (٥)، فمرض رسول الله - ﷺ -، وانتثر شعر رأسه، ولبث ستة أشهر يرى أنه يأتي النساء ولا يأتيهن، وجعل يذوب، ولا يدري ما عراه، فبينما هو نائم إذ أتاه ملكان فقعد أحدهما عند رأسه، والآخر عند رجليه، فقال الذي عند رجليه للذي عند رأسه: ما بال الرجل، قال: طُبَّ، قال: وما طُبَّ، قال: سحر (٦)، قال: ومن سحره، قال: لبيد بن أعصم

(١) في (ب)، (ج): ذكر القصة.
(٢) في (ج): فدنت.
(٣) المشاطة: الشعر الذي يسقط من الرأس واللحية عند التسريح بالمشط.
انظر: "تفسير غريب ما في الصحيحين" للحميدي (ص ٥٤١)، "النهاية في غريب الحديث والأثر" لابن الأثير ٤/ ٣٣٣.
(٤) في (ج): (الأعصم) في الموضعين.
(٥) بئر ذروان -بفتح أوله وإسكان ثانيه-: بئر معروفة بناحية المدينة، هكذا نقله ثقات المحدثين، وهي بئر في دور بني زريق من الأنصار. وقال القتيبي: هي بئر أروان بالهمزة، مكان الذال. وقال الأصمعي: وبعضهم يُخطِّئ من يقول ذروان.
انظر: "معجم ما استعجم" للبكري ١/ ٢١١، ٢/ ٦١٢.
(٦) انظر "تفسير غريب ما في الصحيحين" للحميدي (ص ٥٤١).


الصفحة التالية
Icon